هؤلاء لم يعودوا يعيشون الأمان داخل محيطهم بسبب ممارسة مختلف أشكال العنف عليهم لأسباب يرجعها المختصون في علم النفس والاجتماع إلى التفكك الأسري والتسرب المدرسي والمشاكل الاجتماعية. كشفت رئيسة مكتب حماية الطفولة بمديرية الشرطة القضائية أمس، عميد أول للشرطة، خيرة مسعودان، أن عدد الجرائم التي اقترفها أطفال دون 18 سنة خلال عام 2013، بلغ 5168 قضية تورط فيها 6836 حدث، من بينهم 278 فتاة، تورطوا في مختلف الجرائم، بما فيها القتل العمدي ب20 طفلا. جاء ذلك خلال فعاليات أيام منتدى الأمن الوطني بالمدرسة الوطنية للشرطة بالعاصمة، الذي خصص لقاء جمع ممثلي الأمن الوطني بمختلف وسائل الإعلام، إلى جانب حضور ممثل مكتب منظمة الأممالمتحدة للطفولة بالجزائر وكذا رئيس المنظمة الوطنية لجمعيات حماية الشباب، عبيدات عبد الكريم وقد تم خلال اللقاء تقديم حصيلة تقييمية لتظاهرة السنة الجزائرية للوقاية الجوارية في الوسط الحضري التي تمت بالتنسيق مع جمعيات المجتمع المدني. وأشارت خيرة مسعودان، رئيسة مكتب حماية الطفولة لدى المديرية العامة للأمن الوطني، أن الحملات التحسيسية والوقائية المنظمة لصالح الأطفال، كان لها الأثر الإيجابي في انخفاض جنوح الأحداث، بنسبة 33 بالمائة، إذ بلغت جرائم الأطفال المتورطين في الجريمة 6836 سنة 2013، مقابل7869 سنة 2012. أما عن أكثر الجرائم اقترافا من الأطفال، تأتي السرقة ب2381 حدث، يليها العنف الجسدي الممثل في الضرب والجرح العمدي المتبادل، ثم تحطيم أملاك الغير الممارسة عادة على مستوى المدارس وكذا ملاعب كرة القدم والتي تورط فيها 298 طفل. كما سجلت مصالح الأمن 54 جريمة تتعلق بالاعتداء على الأصول، أكدت بشأنها مسعودان أنها بدأت تأخذ منعرجا خطيرا وسط المجتمع الجزائري، كما سجل تورط الأحداث في جرائم القتل ب 20 قاصرا لم تتعدّ أعمارهم 18 سنة، ناهيك عن 9 محاولات قتل بسبب شجار حول هاتف نقال أو نزاعات أطفال، كما لم تستثن الجريمة الأخلاقية بتورط 417 قاصر في هتك حالات عرض. من جانب آخر، قالت مسعودان إن العنف ضد الأطفال تنامى في السنوات الأخيرة بتسجيل 6321 طفل خلال العام 2013، مقارنة ب5921 سنة 2012، ويمثل القتل العمدي أكبر نسبة ب14 طفلا. كما احتل العنف الجسدي ضد الأطفال الصدارة ب3599 طفل، تلاها العنف الجنسي ب1818 طفل، ناهيك عن سوء المعاملة ب627 طفل، الذي عادة ما يتم في الوسط الأسري وكذا المدرسي. أما عن الأطفال ضحايا الاختطافات، فقد تم تسجيل 256 حالة اختطاف تم استرجاعها جميعا دون أي ضرر جنسي.