أحصت مصالح الأمن، خلال العام الماضي، 6321 طفلا ضحايا جميع أشكال العنف والاعتداءات، خاصة الجسدية منها، والتي طالت 3599 طفلا. أما حالات الاختطاف فقد بلغت خلال نفس الفترة، 256 حالة اختطاف مسترجعة. وضحايا الضرب والجرح المفضي إلى الوفاة، بلغ عددهم 7 حالات، و14 حالة أخرى تتعلق بالقتل العمدي، منهم أطفال تم الاعتداء عليهم جنسيا قبل قتلهم.. من جانب آخر، عرفت قضايا الجنح لدى الأحداث، تراجعا محسوسا خلال سنة 2013، بلغ 13 بالمائة؛ حيث تم تسجيل 6836 قضية مقابل 7819 قضية سنة 2012؛ أي بتراجع بلغ 1033 قضية. وخلال تقديمها لحوصلة عن السنة الجوارية للوقاية في الوسط الحضري، ركزت العميد أول للشرطة السيدة خيرة مسعودان، في مداخلتها أمس بمنتدى الأمن الوطني، على الأطفال ضحايا الاختطاف والاعتداء بجميع أشكاله، الذين خصصت من أجلهم المديرية العامة للأمن الوطني، فرقا خاصة بالأطفال الجانحين، الضحايا والمتواجدين في وضعية خطر.. وحسب الأرقام فإن قضايا هذه الفئة من الأطفال، عرفت تراجعا برّرته المتحدثة بالجهود الميدانية وحملات التحسيس والتوعية التي تقوم بها مختلف المصالح الأمنية، وكذا الهيئات المهتمة، والتي أعطت نتائج ملموسة في الميدان. وتورط نحو 6836 طفلا قاصرا في جنح مختلفة؛ من السرقة البسيطة إلى القتل، منهم 272 فتاة جانحة، وهو ما يمثل نسبة 3 بالمائة، حسب رئيسة مكتب حماية الطفولة بالمديرية العامة للأمن الوطني السيدة مسعودان، التي أكدت أنه على الرغم من التراجع المسجل في عدد الحالات مقارنة ب 2012 والمقدَّر ب 13 بالمائة، إلا أن نوعية القضايا والحالات المسجلة تبعث على القلق، علما أنها تعدت حالات السرقة والعنف الجسدي والتخريب. ووقَّع الأطفال حضورهم في جرائم الاعتداء على الأصول، التي أصبحت تسجَّل حتى عند القصّر، ب 54 قضية. وقد شدت هذه الحالات انتباه المتخصصين إلى جانب القضايا المتعلقة بمحاولات القتل العمدي، التي بلغت 9 حالات، بالإضافة إلى 20 حالة لقصّر ارتكبوا جرائم القتل العمدي. أما الأطفال الذين ارتكبوا اعتداءات جنسية فقد بلغ عددهم 417 حالة لطفل جانح. وفي إطار حملة "كشف المستور" التي بادرت بها المديرية العامة للأمن الوطني بالتنسيق مع اليونيسيف، كسرت مصالح الأمن الوطني كل الطابوهات، من خلال فضحها لجميع أشكال العنف الممارَس ضد الأطفال، خاصة منها العنف الجنسي، الذي راح ضحيته 3 أطفال كانوا العام الماضي ضحية اعتداء جنسي متبوع بالقتل، وهم نسبة من الأطفال ضحايا القتل العمدي البالغ عددهم 14 حالة.. علما أن أغلب هذه الحالات الجاني فيها هو فرد قريب من العائلة. وفي نفس السياق، تم تسجيل 17 حالة اعتداء جنسي ضد الأطفال من قبل آبائهم، منهم 15 فتاة وطفلان. من جانبه، ثمّن ممثل مكتب "يونيسيف" بالجزائر السيد توماس بفان، الوعي الكبير الذي لمسه لدى المجتمع الجزائري بخطورة الجرائم الممارسة ضد الأطفال، وضرورة فضحها، وهو ما يفسر الانخراط الواسع في مبادرة "كشف المستور" التي انطلقت منذ أزيد من سنة، مؤكدا أن الجزائر تعرف شبكة تواصل اجتماعية قوية.. مضيفا أن الأرقام المسجلة في الجزائر تعكس الواقع العالمي الذي تعيشه هذه الشريحة الضعيفة من المجتمع؛ حيث إن 70 بالمائة من الاعتداءات على الأطفال تأتي من الأقارب. وبخصوص تعاطي المخدرات لدى الأطفال والمراهقين، أكد رئيس المنظمة الوطنية لجمعيات حماية الشباب السيد عبد الكريم عبيدات، أن بلادنا تحصي أزيد من 300 ألف متعاط ممن توجهوا إلى مراكز العلاج، وتتراوح أعمارهم بين 13 و35 سنة، 6 بالمائة منهم فتيات.. فيما أكد المتحدث أن 20 بالمائة من المتعاطين منتشرون بالوسط المدرسي، لكنهم يستهلكون المخدرات خارج المدرسة، مشيرا إلى أن نوع المخدرات الأكثر انتشارا بهذا الوسط، هو حبوب "السوبيتراكس".