تواصل إضراب عمال مصنع “لافارج” للإسمنت عن الطعام، أمس لليوم الثالث على التوالي، في ظل عدم بروز أي بوادر لإيجاد حلول للمشاكل التي طرحوها، بعد أن فشلت مفتشية العمل لولاية معسكر في التوصل إلى صلح مع الإدارة. ولقد تنقل صباح أمس ثلاثة عمال مضربين عن الطعام من عقاز شمالي الولاية إلى عاصمة الولاية معسكر، لحضور جلسة الصلح في مفتشية العمل. وهي الجلسة التي أوفدت لها مديرية شركة “لافارج” الفرنسية إطارين جزائريين، ويتعلق الأمر بالسيدة عزوز سهام، مسؤولة الموارد البشرية في المصنع، وحاج هواري، عقيد متقاعد في الجيش الوطني الشعبي، يشغل منصب مسؤول الأمن في المصنع. واللذان رفضا مطالب العمال ال17 المضربين عن الطعام، منذ الأحد الماضي، والمتمثلة في الإدماج في مناصب عملهم، خاصة بعد أن برّأتهم العدالة من التهم التي وجهتها لهم إدارة الشركة. كما طالبوا بتوقيف المتابعات القضائية، وتعويض رواتب 4 أشهر لم يتلقوها.كما يطالب العمال المضربون والي ولاية معسكر بأن يفي بالوعود التي قطعها معهم في 28 نوفمبر 2013 بحضور القنصل الفرنسي في وهران، خلال تحضيرات زيارة الوزير الأول الفرنسي إلى الجزائر، بأن يحل كل المشاكل التي “تفتعلها” إدارة المصنع “انتقاما من العمال الذين رفعوا دعوى ضد المدير السابق بول روسلو الذي مزق الراية الوطنية الجزائرية في إضراب مارس 2013”، وأن توقف إدارة الشركة “مخططها الرامي إلى تقليص عدد العمال من 560 حاليا إلى 360، بعد أن كان عددهم في عهد شركة أوراسكوم 800”. ولقد تنقل صباح أمس، وفد من الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان إلى المصنع لزيارة المضربين عن الطعام، الذين يقولون “ننتظر دائما اتصال أو تحرك الأستاذ فاروق قسنطيني الذي اتصلنا به قبل الشروع في الإضراب وخلاله ولم يعد يجيب على مكلاماتنا الهاتفية”.