المضحكةالرئاسية القادمة ليست في ترشح رئيس مقعد فقط.. بل أن يترشح هذا الرئيس ضد خرانق بدرجة أرانب.! هل من الصدفة أن جل المترشحين ضد الرئيس المقعد هم من هواة ممارسة السياسة بالترنب؟! حنون ترنبت ثلاث مرات وبن فليس ترنب مرتين ورباعين ترنب ثلاث مرات وموسى تواتي ترنب مرتين.! القاسم المشترك الأعظم بين هؤلاء هو قابلية جميعهم للعب دور الأرنب بمقابل، إما مادي أو معنوي! والرئيس يعرف ذلك وهم يعرفون ذلك ويقومون بالدور عن طيب خاطر.! والمفارقة العجيبة أن أغلب هؤلاء الذين قبلوا الترنب الرئاسي لهم علاقة ما بالرئيس، فبن فليس كان يدير حملته الانتخابية ورئيس حكومته ورئيس ديوانه وهو الذي وضعه على رأس الأفالان، وحنون لها علاقة خاصة بعائلة الرئيس ولذلك كانت تناصب رجال الرئيس في الحكومة العداء وتسبح بحمد الرئيس؟! ورباعين ابن شهيد لأمه المجاهدة علاقة شخصية ببوتفليقة.! وبلعيد عبد العزيز الذي يترنب لأول مرة عن طيب خاطر.. كتب في 2004 رسالة اعتذار لبوتفليقة عن مناصرته لبن فليس في الحملة الانتخابية، وقد كانت رسالة مؤثرة فعلا، وعفا عنه الرئيس مثلما عفا عن العديد ممن أساؤوا إليه في الحملة. موسى تواتي هو الآخر له علاقة ما برجال الرئيس ومحيطه.! ثمة خاصية أخرى لهؤلاء وهي أنه لا يوجد بينهم من تقبل به المؤسسة العسكرية لأن يكون رئيسا لها في حال انتخابه.. تصوروا مثلا لويزة حنون رئيسة الجزائر والفريق ڤايد صالح ”يقردق لها”! باعتبار لويزة حنون هي أكثر المترشحين حظا في حصد أصوات بعض المواطنين، كما حدث في 2004 عندما جاءت في المرتبة الثانية. الرئيس بوتفليقة له هواية الفوز على المترشحين الأرانب في الدور الأول وبالضربة القاضية وبنسبة عالية، ولهذا يختار من ينافسه من الأرانب الذين تتوفر فيهم شروط القابلية للهزيمة السياسية مقابل الشهرة والمال. ثمة أيضا ظاهرة أن الرئيس المتهم بأنه مرشح الفساد تنافسه أيضا في هذه الانتخابات أرانب أغلبهم لهم علاقة بالفساد.. فمنهم من تورط في ملف الخليفة، ومنهم من باع رؤوس قوائم حزبه ومنهم من باع نواب الشعب للشعب. ولهذا، فإن الحملة الانتخابية ستكون بعيدة عن موضوع الفساد! ويتساءل الناس مثلا: لماذا لم يقبل أويحيى أن يكون أرنبا للرئيس، وقبل أن يكون طبالا للرئيس في حملته الانتخابية؟! والجواب واضح.. لأن الأرنب لا يمكن أن يكون رئيسا أو قريبا من الرئيس أو أحد رجال الرئيس، في حين يمكن للطبال أن يكون بديلا للرئيس بإرادة الرئيس.! ولهذا قبل أويحيى أن يغش الشعب عبر الرئيس على أن يغش الشعب باسمه كأرنب؟! أويحيى يعرف بالدقة أن الترنب للرئيس لا يمكن أن يوصله إلى السلطة، بينما التزلف للرئيس يمكن أن ينجز ذلك.. وأن يتزلف للرئيس بالكذب أفضل من أن يتزلف للرئيس بالكذب على الشعب وبالشعب؟! أويحيى لا يمثل الرئيس في حملة الرئيس قدر تمثيل من رشح الرئيس للرئاسة وهو مقعد، على اعتبار أن الرئيس سيبقى في بيته بعد انتخابه ويمارس مكانه الحكم أمثال أويحيى.. فأويحيى يقوم بحملة لنفسه عبر الرئيس ولا يقوم بحملة للرئيس. [email protected]