دعت تنسيقية الأحزاب والشخصيات المقاطعة للرئاسيات، أمس، المترشحين ال5 للانتخابات إلى الانسحاب من السباق الرئاسي، وترك الساحة للمترشح عبد العزيز بوتفليقة الذي سخّرت له إمكانيات الدولة وحسمت له النتائج مسبّقا في انتخابات، حسبهم، تعتبر “مهزلة”. نصّبت، أمس، تنسيقية الأحزاب والشخصيات المقاطعة للانتخابات الرئاسية بتعاضدية البناء في زرالدة بالعاصمة، لجنتها السياسية الخاصة بتحضير الندوة الوطنية حول الانتقال الديمقراطي في الجزائر، في خطوة تقول التنسيقية إنها “تسعى إلى تفعيل موقف المقاطعة عن طريق تنفيذ أحد قراراتها بإنشاء لجنة سياسية”. وقال نائب رئيس حزب “جيل جديد” إسماعيل سعيداني إن “الانتخابات المقبلة تعتبر يوما أسود في تاريخ الجزائر، نظرا للظروف المحيطة بها والتي تحوّلت بإثرها البلاد إلى مسخرة ومهزلة، لذلك وجدنا أنفسنا (المقاطعون) مرغمين على لعب دور محوري في بناء مجتمع قوي وتكريس دولة القانون”، مضيفا “وعليه ندعو المترشحين الخمسة إلى الانسحاب من الانتخابات شرفا لهم”. وذكر رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، محسن بلعباس، بأن “لقاء تنصيب اللجنة السياسية يفتح آفاقا مستقبلية للجزائر، ونحن اليوم أحزاب مقاومة وليس معارضة”، مشيرا إلى أن “التوافق بين الأحزاب والشخصيات تبنت فكرته منذ أكثر من سنة نظرا لتقارب الأفكار والرؤى في إطار تنسيقية تعتبر مجلسا تأسيسيا مصغّرا سيكبر خلال الندوة الوطنية”. وأوضح الأمين العام للنهضة محمد ذويبي من جهته، أن “المتتبع للوضع في الجزائر يتأكد أننا وصلنا إلى طريق مسدود في كافة المجالات والقطاعات، لذلك وجب علينا فتح آفاق جديدة لمستقبل الجزائر، لأن فرصة الانتخابات ضيّعت على الجزائر للانتقال بها من التخبّط الذي تعيشه إلى فضاءات أوسع، لكنّنا لاحظنا العكس فالدولة كلها سخّرت لتدعيم بوتفليقة”. وجاء تدخل رئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله عبر طرح سؤال “هل الجزائر في حاجة إلى عقد ندوة وطنية؟ وأجاب عليه: “بالنسبة للنظام يقولون إنهم ليسوا بحاجة إليها لأن ديمقراطيتهم تأسسّت في سنة 1989، أما بالنسبة لنا فالجزائر في أمس الحاجة إليها ليتحاور فيها الجميع لإدخال إصلاحات جوهرية على الدستور لبناء ديمقراطية حقيقية”. وأشار رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، إلى أن “رمزية الندوة الوطنية جاءت من التنوع الذي يشكل التنسيقية وجعلت الأحزاب تلتقي رغم اختلاف أفكارها وتوجهاتها وبرامجها في إطار وطني، ونحن المقاطعين لسنا عدمين ولا نكتفي بالدعوة للمقاطعة، بل أصحاب مشروع وطني ديمقراطي ننتقد ونقدم فيه البديل”. ووصف مقري رسالة عبد العزيز بوتفليقة (بعثها أول أمس بصفته رئيسا للجمهورية) ب”قلة الحياء”، قائلا “البديل الذي نطرحه لم يعد يقتصر على محاربة الفشل والفساد بل قلة الحياء، لأن الرئيس في رسالته يقول إنه ترشح لعهدة رابعة بناء على دعوة الشعب، ونحن نقول له الأحرى بك أن تكشف دون حياء أنه ترشحك استجابة لدعوة شلتك والأحزاب التي تلتصق بك”. وأبزر مقري كلامه بالقول إن “بوتقليقة أهمل نضالات الشعب الجزائري والمؤسسة العسكرية في وجه الإرهاب حينما لم يكن رئيسا للجزائر وغير متواجد فيها أصلا، ولن نسمح له بالاستفراد بعودة الأمن والاستقرار للبلاد، ويتحدث أيضا عن الاقتصاد الذي ضخ فيه 700 مليار دولار في 15 سنة لكن مايزال متبوعا للمحروقات”. ودعا مقري من المترشحين الخمسة للرئاسيات إلى الانسحاب و”أخص الدعوة إلى علي بن فليس لأن بقية المترشحين يخوض حملة ضد المعارضة، وعلى رأسهم لويزة حنون التي تمدح بوتفليقة رغم أنّها تنافسه في السباق الرئاسي وتطلق سهامها علينا، وهذا تصرف سياسي غير أخلاقي”. وقال رئيس الحكومة الأسبق، أحمد بن بيتور، إن “الندوة الوطنية أهدافها تشخيص حالة المجتمع الذي غابت عنه الأخلاق الجماعية وظهر فيه العنف كوسيلة لفض النزاعات، وحالة الدولة التي أصبحت ضعيفة ومميعة، وحالة اقتصاد قابل للتبخر”.