أفاد المرشح الحر علي بن فليس أن فرضية انسحابه من سباق الرئاسيات التي ستجرى بعد قرابة ثلاثة أسابيع “غير واردة على الإطلاق”، ردا على دعوة قال إنه “يحترمها” من الهيئة المشكلة للأحزاب والشخصيات المقاطعة للانتخابات الرئاسية، ولفت بن فليس في تصريح خاص ل«الخبر” أنه قد بدأ “مسارا للتغيير ومقاربتي للأمور تشير إلى أن الانسحاب يتعارض مع الأهداف”. خصت تنسيقية الأحزاب المقاطعة للرئاسيات المقبلة، المرشح علي بن فليس بدعوة خاصة للانسحاب من سباق الرئاسيات بناء على “قراءة في خطابه الذي لا ينتقد المعارضة ولا ينتقص من قيمتها”، وقدمت التنسيقية مجموعة من المبررات للمرشح الحر والتي على أساسها تقول إنه لا يوجد مجال للتنافس الحر على منصب رئيس الجمهورية في الانتخابات الحالية. وأفاد علي بن فليس ل«الخبر” في تصريح خاص بعد التجمع الذي عقده صباحا في البليدة، أن فرضية “الانسحاب بالنسبة لي غير مطروحة إطلاقا”، لافتا أنه في “مسعى لحث الجزائيين على المشاركة بقوة في الانتخابات المقبلة من أجل إحداث التغيير... كلانا ينشد التغيير لذلك نحترم موقف تلك الأحزاب والشخصيات رغم أنها تنادي بالمقاطعة”. وذكر بن فليس الذي تعول تنسيقية المعارضة على انسحابه قياسا لأنه أبرز المنافسين المباشرين لبوتفليقة، أنه يختلف مع “الإخوة المقاطعين في مقاربة الأمور”، وشرح ذلك قائلا “مشروعي يعتمد على الشعب لفتح هذه الانتخابات وعدم الاستسلام لأنها مغلقة”، رافضا بالتالي التسليم بأن الرئاسيات المقبلة محسومة سلفا للرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة. ويطرح خطاب علي بن فليس كغيره من المنافسين الآخرين للرئيس المترشح لعهدة رابعة أكثر من علامة استفهام، فالرجل ابن النظام وعلى دراية بأن هذا النظام لا يدفع برئيس البلاد للترشح حتى يخسر لصالح منافسه، ويشرح علي بن فليس رأيه قائلا “إني كفاعل سياسي لا اكتفي بتشخيص الواقع ولكن أسعى إلى التأثير فيه والعمل على خلق تغيير نحو الأحسن”، مضيفا عن جدوى ترشحه كمنافس للرئيس بوتفليقة الذي تشير قراءات المراقبين إلى أن فوزه محتوم “لقد قررت الترشح للانتخابات الرئاسية وأنا واع تمام الوعي بما يحيط بهذا الموعد الرئاسي من ممارسات دنيئة ومشينة”. وقد جددت تنسيقية الأحزاب والشخصيات المقاطعة للرئاسيات، أول أمس، الدعوة للمترشحين الخمسة الذين ينافسون الرئيس، إلى الانسحاب من السباق الرئاسي، وترك الساحة للمترشح عبد العزيز بوتفليقة الذي “سخرت له إمكانيات الدولة وحسمت له النتائج مسبقا”. وذكر الأمين العام للنهضة محمد ذويبي أن “المتتبع للوضع في الجزائر يتأكد أننا وصلنا إلى طريق مسدود في كافة المجالات والقطاعات، لذلك وجب علينا فتح آفاق جديدة لمستقبل الجزائر، لأن فرصة الانتخابات ضيعت على الجزائر للانتقال بها من التخبط الذي تعيشه إلى فضاءات أوسع، لكننا لاحظنا العكس فالدولة كلها سخرت لتدعيم بوتفليقة”.