تشهد عشرات المقويات الجنسية التي يجهل مصدرها الطبي وتكويناتها الكيماوية، إقبالا كبيرا من قبل نسبة معتبرة من الجزائريين الذين يعانون مشكل الضعف الجنسي، ليدق بالتالي الدكتور بقاط بركاني، رئيس عمادة الأطباء، ناقوس الخطر فيما يخص انتشار الظاهرة التي باتت، حسبه، تعني 4 ملايين من الرجال الذين بلغوا ال50 سنة بالجزائر. عن الأسباب الكامنة وراء ظاهرة العجز الجنسي لدى فئة معتبرة من رجال الجزائر، والتي عرفت تصاعدا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، أكد الدكتور محمد بليلي، اختصاصي في أمراض المسالك البولية، أنها متعددة وأن من يعانيها بصفة ملحوظة ممثلون في أصحاب الأمراض المزمنة، على غرار مرضى ارتفاع الضغط الشرياني وأمراض القلب وارتفاع الكولسترول في الدم، إلى جانب السمنة الناتجة عن التغذية غير السوية، إضافة إلى القلق الذي بات يميّز يوميات الجزائريين، ناهيك عن الانهيارات العصبية والمشاكل النفسية التي يتعرض لها الجزائري في حياته اليومية، كلها عوامل أثبتت القواعد الطبية أنها تؤدي إلى العجز الجنسي. مضيفا أنه في الوقت الذي كانت تدرج فيه مشكلة العجز الجنسي ضمن الطابوهات التي يتستّر عنها المجتمع ولا يفصح عنها الرجل، حتى لأقرب الناس إليه، باتت حاليا متداولة بكثرة. ويرجع بليلي الفضل في ذلك لوسائل الإعلام التي كسرت “الطابوهات” وجعلت منه داء مثل غيره من الأمراض التي تتطلب تكفلا طبيا، مشيرا إلى أنه وموازاة مع الأدوية المضادة للضعف الجنسي والمعروفة في مجال الصيدلة، عرف الشارع الجزائري منذ فترة تداول عشرات الماركات التي يجهل مصدرها الطبي، القادمة من الهندوالصين وباكستان، والتي تباع عند صيدلي الحي أو العشّاب ويروّج لها كثيرا، مشيرا إلى خطرها على صحة الرجل الذي يتعاطاها، خاصة من يعاني أمراضا مزمنة مثل مريض السكري والقلب وارتفاع الضغط ومرضى الغدة الدرقية، مشيرا إلى أنه كان من المفروض أن تتم مراقبة هذه الأدوية من قبل مخبر المراقبة، حتى بالنسبة للذين لديهم رخصة التسويق. الضعف الجنسي في تزايد من جهته، يقول الدكتور محمد بقاط بركاني، رئيس عمادة الأطباء، إن حالات الضعف الجنسي في تزايد مستمر في أوساط الجزائريين، مشيرا إلى أن 4 ملايين جزائري بلغ سن الخمسين يعاني الظاهرة التي يمكننا أن نصنّفها ضمن خانة الأمراض التي باتت تعني الجزائريين، والتي تسبب في ظهورها أمراض أخرى تعني هذه الفئة العمرية مثل السكري وارتفاع الضغط الشرياني، وغيرها من الأمراض المزمنة التي من شأنها أن تزيد من حدة الضعف الجنسي لدى الرجل المصاب. أما عن رأيه في الأدوية المتداولة حاليا بين كثير من الجزائريين، والتي من شأنها أن تقضي على الضعف الجنسي لديهم، أوضح بركاني قائلا إنها في الغالب أدوية قادمة من الصين وهي عبارة عن جذور وأوراق نباتات قد تكون خطيرة على صحة مستهلكها، إذ من شأنها أن تتسبب في هبوط ضار لضغطه الشرياني، كما أن مفعولها منعدم، رغم إحساس مستهلكها بالعكس، وذلك راجع لإحساس بسيكولوجي لا غير، يقول بقاط. وعن الفكرة ذاتها، أكد لنا الدكتور بليلي على فعالية العامل البسيكولوجي في مثل هذه الحالات، مشيرا إلى تجربته مع كثير من الشباب الذين يقصدونه من أجل الكشف على ضعفهم الجنسي، حيث يعمد إلى إعطائهم قريصات حلوى لمجرد إزالة الضغط عنهم لا غير، خاصة مع معاناتهم من ضغوطات اجتماعية جمّة، إلا أنه تفاجأ بارتياحهم لدى رجوعهم لعيادته ثانية، مؤكدين على فعالية تلك القريصات التي أمدهم بها، ظانين أنها أدوية معالجة للضعف الجنسي.