حطت كأس العالم في طبعتها الثانية الرحال بأوروبا، بعد أن اختار الاتحاد الدولي لكرة القدم في افتتاح المنافسة بلدا من أمريكا، ضاربا بذلك عرض الحائط طلبات الدول الأوروبية الخمس التي تقدمت بترشحها لاستضافة الحدث، وهي إيطاليا وإسبانيا وهولندا والمجر والسويد، والتي قاطعت المنافسة فيما بعد احتجاجا على هذه المفاضلة للأورغواي. ورغم أن إيطاليا استعملت كل نفوذها ومالها لاستمالة أعضاء الجمعية العامة ل ”الفيفا”، إلا أنها بالمقابل تلقت الصاع صاعين من المتوج باللقب الأول، والذي فضل المقاطعة على الحضور والمشاركة.
غياب حامل اللقب وحضور أوروبي مكثف الطبعة الثانية من كأس العالم التي جرت وقائعها بإيطاليا، شهدت حضورا مكثفا للمنتخبات، والتي بلغ تعدادها 32 منتخبا، وهو ما استدعى إجراء التصفيات لتحديد الفرق ال16 المشاركة في النهائيات، والبارز فيها هو مشاركة إيطاليا البلد المنظم في التصفيات، وهي سابقة في تاريخ كأس العالم. وسجلت الدورة الثانية مقاطعة منتخب الأورغواي المتوج بالنسخة الأولى، ردا منه على ما بدر من المنتخبات الأوروبية التي قاطعت الطبعة الأولى. وعرفت الدورة الثانية من كأس العالم مشاركة منتخبات إيطاليا، البلد المنظم، الولاياتالمتحدةالأمريكية، تشيكوسلوفاكيا، رومانيا، ألمانيا، بلجيكا، النمسا، فرنسا، السويد، الأرجنتين، سويسرا، هولندا، المجر، إسبانيا، البرازيل ومصر. وسجل في هذا الطبعة أول مشاركة لمنتخب عربي وإفريقي في هذا العرس العالمي، من خلال المنتخب المصري الذي خرج من الدور الأول، بعد خسارته أمام منتخب السويد بواقع أربعة أهداف لهدفين، في مباراة شهدت تحيزا فاضحا للحكم الإيطالي رينالدوبا لاسيتا لمنتخب السويد . كما أقصي منشط نهائي الطبعة الأولى المنتخب الأرجنتيني على يد المنتخب السويدي بنتيجة 3/2. وجرت الدورة في ثمانية ملاعب ومدن مختلفة هي ملعب ريناتو دالارا بمدينة بولونيا، ملعب أرتيمو فرانتشي بفلورنسا، ملعب لويجي قيراريس بجنوة، ملعب سان سيرو بميلانو، ملعب جيورجيو أسكاريلي بنابولي، ملعب روما، ملعب جيوزيبي غريزار بترييستي، والملعب الأولمبي بتورينو. وعرفت الدورة تتويج المنتخب الإيطالي على حساب نظيره التشيكي بواقع هدفين لهدف واحد، في مباراة أدارها الحكم السويدي إكليند، وهي الدورة التي سجلت مشاركة إحدى عشرا حكما رئيسيا كلهم من أوروبا، فيما كان التمثيل عربيا بالحكم المساعد ممثلا في شخص المصري يوسف محمد. وتميزت الدورة الثانية بتسجيل 70 هدفا تداول على تسجيلها 45 لاعبا من لاعبي المنتخبات المشاركة في الدورة، حيث كان للمنتخب الإيطالي حصة الأسد بتسجيله 12 هدفا كانت كافية لتتويجه باللقب، في مقابل ذلك لم يتلق خط دفاعه إلا ثلاثة أهداف. وعرفت الدورة حضورا جماهيريا قارب 363 ألف متفرج، أي بمعدل 21 ألف متفرج للمباراة الواحدة، وهو أضعف حضور جماهيري في تاريخ المنافسة.