تلعب كل غدة دورها المحدد المتمثل في إفراز سوائل ذات دور هام وحيوي، كالهرمونات والإنزيمات والوسطاء الكيمياوية.. ويؤدي الإفراط أو العجز في إفراز هرمون ما أو سائل ما من غدة معينة إلى اضطرابات شتى على مستوى جسم الإنسان، غالبا ما تصبح مرضا مزمنا يحتاج إلى الكثير من العناية والتكفل الطبي والتداوي المتواصل وغيرها. وتؤدي الغدة النخامية التي هي بحجم حبة بندقة، وتزن حوالي 50 سغ، والمتواجدة في قاعدة الجمجمة تحت المخ مخبأة في فجوة صغيرة، دور المحرك لكل الغدد الأخرى، إذ يؤدي تضرّرها إلى اختلالات شتى تصيب جسم الإنسان. ورغم صغرها فهي مكونة من فصين، كل فص يقوم بوظائفه الخاصة لأن الغدة غدتين، حيث يقوم الفص القبلي بإفرازات هرمونات منشطة لباقي الغدد الأخرى؛ (T.S.H) التي تسير الغدة الدرقية، و(A.C.T.H) التي تسير الغدة الكظرية، ثم (FSH)، و(L.H) وغيرها، ثم هرمون ثان وهو هرمون الصوماتوتروب الذي يؤثر مباشرة على النمو والبنية الجسدية للشخص، إلى جانب تأثيراته على الهضم وغيرها. فهو ضروري لنمو الشخص وبلوغه.. أما الفصّ الخلفي فيقوم بتخزين إفرازات الغدة تحت المهاد التي تؤثر اختلالاتها على مختلف الوظائف الهرمونية والعطش والجوع والمزاج.. كما يؤدي تضرر الغدة الكظرية إلى مرض كوشينغ أو مرض أديسون، وتضرر الغدة الدرقية إلى مرض بازدو أو مرض الخزب، وتضرر البنكرياس الذي يسبب السكري أو أمراض هضمية.. وتضمن سلامة وصحة هذه الغدد عوامل عدة منها: التغذية التي يجب أن تكون كافية ومتوازنة ومتنوعة دون الإكثار أو الإنقاص مع الخضوع لنشاط جسدي وفكري يوميا. والنوم كفاية دون الإفراط، وأخذ قسط من الراحة كل أسبوع ومرة أو مرتين كل سنة، مع تغيير الأجواء مرة على مرة، وتفادي الضغوط والغضب والانعزال. وممارسة الرياضة المناسبة لكل واحد.