تعرض، أمس الأول، إطار بالوكالة الولائية للتشغيل بورڤلة إلى اعتداء جسدي من طرف بطالين داخل جامعة قاصدي مرباح بورڤلة، وهي الواقعة التي رافقتها فوضى عارمة وأجواء مشحونة أدخلت الرعب في نفوس الطلبة، وحتى الأساتذة، بسبب حالة التوتر والاحتقان التي كان عليها ”الشومارة” الذين اقتحموا الحرم الجامعي بالعشرات للقاء المسؤول ذاته الذي تمكن إخوته من إخراجه من الجامعة عقب فشل مصالح الأمن في تحريره من قبضة البطالين الغاضبين. اهتزت جامعة ورڤلة، أول أمس، على وقع حادثة اعتداء بطالين على إطار بوكالة التشغيل الولائية الذي يشغل منصب رئيس مشروع بالمرفق ذاته، كما أنه طالب في السنة الثانية بكلية الحقوق، حيث تعرّض إلى اعتداء جسدي من طرف بطالين داخل جامعة قاصدي مرباح في أجواء مشحونة، ولم تتمكن مصالح الأمن من إخراجه إلا بعد تدخل عدد من إخوته. وقد أودع المسؤول المذكور شكوى لدى مصالح الأمن لمتابعة المعتدين عليه قضائيا، كما قام بتقديم استقالة مكتوبة من منصبه، وقال إن تصرفات البطالين معه أصبحت لا تطاق، مشيرا إلى أنه من غير المعقول أن تلاحقه ضغوط البطالين إلى الحرم الجامعي قائلا: ”قضية مجيء البطالين للجامعة أحرجتني كثيرا مع الطلبة والأساتذة والإدارة، التي طالبتني بتقرير حول ما يحدث لي مع الشباب البطال داخل الجامعة”. واتهم الإطار نفسه بعض أعوان أمن الجامعة بالتواطؤ من البطالين من خلال الاتصال بهم وإعلامهم بدخوله الجامعة والخروج منها، مؤكدا أن بحوزته معلومات حول هذه المسألة التي أوردها في تقرير مفصل قدمه لإدارة الجامعة، متهما فيه الأعوان ذاتهم بالتنسيق مع البطالين الذين قال إنه ”ليس لديه أي مشكل معهم وهو مستعد لاستقبالهم في أي مكان، ولكن خارج الجامعة”. وفي سياق متصل، أعرب رئيس الوكالة الولائية للتشغيل نوار بشير عن امتعاضه الشديد من ضعف الإجراءات الأمنية التي رافقت اجتماع لجنة التفتيش الوزارية المنعقد بمقر ولاية ورڤلة، الأسبوع المنقضي، حيث واجهت اللجنة صعوبات كبيرة في الخروج من المرفق ذاته، خاصة بعد تدفق عشرات البطالين وقاموا بمحاصرة رئيس الوكالة الولائية في أجواء متوترة، حيث وجد هذا الأخير نفسه في مواجهة احتقان كبير من بطالين طالبوه بحلول فورية ومنحهم كشوف عمل. وانتقد المسؤول المذكور المخطط الأمني الذي سطر لتأمين اجتماع لجنة التفتيش بمقر الولاية، رغم تعهد مسؤول كبير في الأمن بتوفير تغطية أمنية ناجحة، إلا أن أعضاء اللجنة اصطدموا بواقع آخر ترجمته الأجواء المشحونة للبطالين الذين تدفقوا كالأمواج على مقر الولاية ولم يجدوا أي صعوبة في الوصول إلى أعضاء لجنة التفتيش التي غادرت المكان بشق الأنفس. الطاهر شعلال: ”سنلجأ لفضح البطالين الذين يرفضون العمل” كشف المدير العام للوكالة الوطنية للتشغيل، الطاهر شعلال، في ندوة صحفية عقدها رفقة ممثل وزير العمل ورئيس وكالة التشغيل الولائية بمقر ولاية ورڤلة، أمس الأول، عن تحسن ملحوظ في التوظيف خلال السنة المنقضية، رغم رفض الكثير من البطالين العمل في شركات معينة قائلا ”سنقوم بفضح طالبي العمل الذين يرفضون التوظيف عبر الانترنت”، معترفا بالمقابل بوجود نقائص ستعمل اللجنة على معالجتها لضبط الأمور وتحسين الأداء . ممثل وزير العمل، من جهته، أكد للبطالين أن الوزارة ستتخذ تدابير استعجاليه تكفل حق البطالين في التوظيف وتحتوي سخطهم، مؤكدا أن لجنة التفتيش قامت بالاتصال بجميع الأطراف المعنية بملف التشغيل، وستكون هناك إجراءات وقرارات جدية تسمح باحتواء الاختلالات الحاصلة في سوق الشغل، من خلال تفعيل دور الوكالة الولائية للتشغيل المنحصر في الوساطة بين البطالين والمؤسسات. كما حمّل بعض ممثلي البطالين رؤساء وكالات التشغيل المحلية مسؤولية انعدام الشفافية في توزيع مناصب العمل، فضلا عن تهربهم من مسؤولياتهم القانونية فيما يخص استقبال البطالين، بينما صبت مجمل التدخلات الأخرى في ضرورة تعزيز إصلاحات ملف التشغيل واعتماد برنامج حكومي يخرج ملف التشغيل بالولاية من عنق الزجاجة.