يصل خلال السّاعات المقبلة مبعوث الشؤون السياسية في الخارجية الهولندية للرياض، لشرح موقف الحكومة من الإساءات الّتي أقدم عليها النائب المتطرف، غيرت فيلدرز، تجاه السعودية والإسلام؛ كما قام اتحاد أصحاب الصناعات وأصحاب الأعمال في هولندا بالاعتذار رسميًا للسعوديين عمّا بدر من أفعال مسيئة ومستفزّة من قبل فيلدرز ورفضه التام لها. وقال مصدر في السفارة الهولندية بالرياض: إنّ المدير الأعلى للشؤون السياسية يُنتظر أن يصل إلى الرياض في السّاعات المقبلة، لإجراء مشاورات مع المسؤولين السعوديين بشأن تداعيات تصريحات وأفعال النائب في المعارضة، غيرت فيلدرز، دون إعطاء مزيد من التفاصيل عن موعد الوصول تحديدًا. وحسب صحيفة الاقتصادية، بعث اتحاد الصناعات وأصحاب الأعمال في هولندا، رسالة مفتوحة ”إلى الأصدقاء والشركاء في المملكة العربية السعودية” وممّا جاء فيها: ”في ضوء العلاقات الطيّبة الّتي تجمع بين بلدينا، نجد أنّه من المهم أن نبلّغكم شخصيًا عن رفض مجتمع الأعمال الهولندي التام لهذه الأفعال الاستفزازية والمهينة للغاية”. وكان موريس بورتشز، السكرتير الأوّل للشؤون الاقتصادية والثقافية في السّفارة الهولندية في الرياض قد قال قبل أيّام: إنّ وزير الخارجية الهولندي، فرانس تيميرمانس شخصيًا، بصدد زيارة السعودية قريبًا لمناقشة الأمر نفسه مع المسؤولين السعوديين. وأوضح بأنّ هولندا تولي أهمية خاصة وكبيرة للعلاقات الثنائية مع السعودية. وأضاف: ”وزير الخارجية سيبعث المدير التنفيذي للشؤون السياسية في وزارة الخارجية إلى السعودية، لإجراء مشاورات على أعلى المستويات مع السعودية، كما سيزور هو شخصيًا المملكة قريبًا”. ووفقًا لذات المسؤول الهولندي، فإنّ ذلك يبيّن مدى الاهتمام الكبير الّذي توليه الحكومة الهولندية للعلاقات الثنائية بين البلدين. وكانت السعودية قد أعلنت عزمها فرض عقوبات تجارية على شركات هولندية، وخفض عدد تأشيرات الدخول المعطاة لرجال أعمال هولنديين، ردًا على تصرّفات النائب الهولندي المتطرف غيرت فيلدرز، اعتبرتها السعودية مهينة للإسلام. يُذكَر أنّ النائب الهولندي المتطرف، غيرت فيلدرز، المعروف بمواقفه المناهضة للإسلام قام بطبع ملصقات تشبه العلم السعودي، وبدلًا من الشّهادة المكتوبة على العلم ”لا إله إلّا الله محمّد رسول الله” استبدلها بعبارة بالعربية مسيئة للإسلام. وكانت الحكومة الهولندية قد تنصّلت في ديسمبر الماضي من عمل فيلدرز، مؤكّدة أنّه غير عضو في الحكومة، وأنّ أفكاره لا تعكس آراء الحكومة الهولندية، وسبق أن شبّه فيلدرز القرآن بكتاب ”كفاحي” لأدولف هتلر، كما وصف الإسلام بأنّه دين فاشي، وقد لوحق قضائيًا بسبب تصريحاته هذه، إلّا أنّه عاد وتمّت تبرئته من تهمة الحضّ على الكراهية، بعدما رأى القضاة أنّ انتقاداته موجّهة إلى الإسلام كديانة، وليس إلى مجموعة إثنية محدّدة.