فشلت وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط رمعون، في محاربة ما أسمته ”التفرقة بين الوِلايات”، فبعدما حرم آلاف التلاميذ من اجتياز امتحان ”السانكيام” في اللغة الفرنسية، حرمت بعض الطالبات من اجتياز امتحان البكالوريا بسبب عدم فتح مراكز كافية وقريبة، وهو ما يضرب بمصداقية القادمة الجديدة على رأس القطاع في الصميم في أول اختبار لها! ومنذ قدومها على رأس القِطاع، أكدت وزيرة التربية الوطنية، من خلال تصريحاتها الإعلامية الكثيرة، أنها ستحارب ظاهرتين، أولاهما التفرقة بين الولايات والمناطق فيما يخص ظروف الدراسة والامتحان، كما أكدت على ضرورة محاربة الغش خلال الامتحانات الرسمية لأن الظاهرتين تمسان بمصداقية البكالوريا. ورغم تركيز المسؤولة الأولى على قِطاع التربية على ضرورة الحد من ظاهرة التفرقة بين الولايات، إلا أنها بقيت عاجزة أمام ظاهرة عدم اجتياز الآلاف من مترشحي شهادة التعليم الابتدائي ”السانكيام” لامتحان اللغة الفرنسية في الكثير من الولايات في الجنوب والهضاب والعليا وباقي المناطق النائية مثل تندوف وإليزي وأدرار وتمنراست. ونفت بن غبريط، لدى استضافتها في الإذاعة الوطنية، بتاريخ 27 ماي المنصرم، وجود تلاميذ لن يجتازوا امتحان اللغة الفرنسية، حيث قالت: ”هذا لم يحدث، ومن الخطأ أن نفكر بوجود عدة سياسات متبعة على مستوى التراب الوطني”. وعادت بن غبريط لتعترف بوجود الظاهرة، كما قالت في التصريح الصحفي الذي تلى تدشين امتحان شهادة التعليم الابتدائي بتاريخ 28 من الشهر الماضي: ”إلغاء اللغة الفرنسية بالنسبة لمترشحي السانكيام لن يتكرر”! ومن بين المشاكل التي يعاني منها القطاع والتي جسدت ”التفرقة بين الولايات”، هو ما يعانيه المترشحون لهذا الامتحان في الكثير من المناطق النائية والذين يدرسون ويمتحنون في ظروف جد قاسية، حيث أنهم يضطرون إلى التنقل لمسافات طويلة من أجل اجتياز ”البكالوريا”، وتصل المسافة بين القرى التي يسكنونها وبين تلك المراكز في بعض المناطق 200 كيلومتر، ويضطر البعض منهم إلى المبيت في الثانويات، وفي أحيان أخرى يبيتون في المتوسطات المجاورة، وهو ما يجبرهم على التنقل لمسافات طويلة كل صباح من المتوسطة إلى مركز الإجراء، وهو ما يجعل الأولياء إما يجبرون بناتهم على التوقف عن الدراسة أو يمنعوهن من إجراء الامتحان. وأفاد ممثل النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني بالجنوب الكبير، مناد بغدادي، ل«الخبر”، بأن النقابة رفعت مطلب فتح مراكز إجراء في ولايات الجنوب الكبير من أجل تسهيل العملية بالنسبة لأبناء هذه المناطق، لكن وزيرة التربية الوطنية ”لم تستجب لهذا المطلب”! وقال إنه بتاريخ 15 ماي المنصرم لدى لقاء أعضاء النقابة بالوزيرة، طرحوا بقوة هذا المشكل، وأفاد بأنه ”عرض عليها أن تشرف على عملية تدشين الامتحان من ولاية جنوبية حتى تقف على حجم معاناة سكانها” إلا أنها، يقول، ”لم تفعل”! وأضاف أنها قالت إنها ”ستأخذ بعين الاعتبار مشكل البعد بين القرى والبيوت في الجنوب والهضاب العليا والمناطق النائية عن مراكز الإجراء”، لكن هذا ”لم يحدث”! حيث دعا المتحدث الوزارة لأن تأخذ هذا المطلب بجد خلال السنوات المقبلة. وانتقد نفس المصدر ما أسماه ب«المراقد التي تخصص لمترشحي البكالوريا”، وقال إنها لا تستجيب لاحتياجات التلميذ المترشح، وتؤثر عليه نفسيا وهو يفسر، حسبه، النتائج المتدهورة في هذه المناطق. وأفاد بأن بعض أولياء التلاميذ دخلوا في صراع مع بنتاهم المترشحات، حيث حاولوا منعهن من التنقل لمسافات بعيدة لإجراء الامتحان.