تتوقع وزارة التربية الوطنية، أياما قليلة قبل موعد الامتحانات الرسمية، تتوقع نتائج "حسنة" في البكالوريا، معلنة أن لا بكالوريا "خاصة" في ولاية غرداية بدعوى الأحداث التي عرفتها، مثلما طالبت به العديد من الأطراف، كما حذر ضيوف "ندوة الشروق"، من ممثلي الوصاية والنقابات وأولياء التلاميذ، من انتقال عدوى العتبة من الثانوي إلى الطورين المتوسط والابتدائي، مسجلين بأن نشر "الأسئلة" عبر الفايسبوك يتحمل جزءا كبير من مسؤولية انتشار ظاهرة الغش الجماعي وسط التلاميذ. عدوى العتبة ستنتقل إلى الابتدائي والمتوسط.. والفايسبوك وراء الغش الجماعي وزارة التربية تتوقع نتائج "حسنة" ولا وجود لبكالوريا خاصة في غرداية كشف مدير التعليم الثانوي العام والتكنولوجي، عبد القادر ميسوم، أن نتائج امتحان شهادة البكالوريا لهذه الدورة ستكون "مقبولة"، رافضا الكشف عن أي نسبة لتفادي أي مشاكل، فيما أجمعت نقابات التربية المستقلة أن عتبة الدروس قد أصبحت "حقا مكتسبا" لدى التلاميذ، لا بد من محاربته. فيما شددت أن قرار إقصاء المتورطين في الغش الجماعي في بكالوريا السنة الماضية قد مس "تلاميذ أبرياء" كانوا ممتازين في دراستهم. بالمقابل، أكدت "الكناباست الموسع" أن العديد من الأساتذة الحراس يتعرضون لضغوطات رهيبة بمراكز الإجراء المتواجدة بالمؤسسات العقابية من قبل السجناء إلى درجة تهديدهم بحياتهم.
بدأ توزيع أسئلة البكالوريا بالجنوب.. والديوان سحب 200 موضوع توقع مدير التعليم الثانوي العام والتكنولوجي، لدى نزوله ضيفا على "فورم الشروق"، حول الامتحانات الرسمية، تحقيق نتائج "مقبولة" في امتحان شهادة البكالوريا لهذه الدورة، بناء على تقييم المتمدرسين طيلة موسم دراسي كامل، رافضا تحديد أي نسبة للنجاح بغية تفادي حدوث أي مشاكل في الميدان، خاصة وسط المترشحين الذين قد تؤثر التوقعات في نفسيتهم، خاصة في الظرف الحالي الذي يسبق إجراء امتحانا مصيريا كالبكالوريا، نافيا نفيا قاطعا بأن يكون النجاح في البكالوريا له بعد "سياسي"، بل أبعاده بيداغوجية. في الوقت الذي أضاف بأنه يتم سنويا إعداد 400 موضوع في مختلف المواد والشعب، أين يتم سنويا سحب 200 موضوع، في الوقت الذي شدد أن المكلفين بالسحب قد انطلقوا في العملية وقد تم الشروع في توزيع المواضيع على مستوى ولايات الجنوب، على أن يقوم مديرو التربية لبقية الولايات باستلام الأسئلة ابتداء من السبت المقبل من فرع الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات بالقبة. وفي نفس السياق، أوضح ممثل وزارة التربية، ميسوم عبد القادر، أن تلاميذ ولاية غرداية قد استكملوا البرنامج، وقد درسوا الدروس التي تضمنتها العتبة، وبالتالي فلن يتم برمجة "بكالوريا خاصة" لفائدتهم. وعليه فالبكالوريا ستكون موحدة، حفاظا على مصداقية شهادة وطنية تحمل طابعا "دوليا"، موضحا بأن التوقعات التي تجريها الوزارة حول نتائج البكالوريا الغرض منها هو تحديد خارطة طريق الدخول المدرسي، خاصة ما تعلق بحصر تعداد التلاميذ والأفواج وعملية توظيف الأساتذة والموظفين. في الوقت الذي شدد بأن مواضيع البكالوريا ستكون "متدرجة" ومتنوعة وستراعي مستوى التلميذ المتوسط، أين سيتم تكييف الأسئلة مع خصوصية كل ولاية، خاصة الولايات التي شهدت اضطرابات واحتجاجات خلال الموسم الدارسي.
عدوى "العتبة".. ستنتقل إلى الطورين الابتدائي والمتوسط وبخصوص ملف "العتبة"، أكد الأمين الوطني المكلف بالإعلام والاتصال بالاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، مسعود عمراوي، لدى نزوله ضيفا على "ندوة الشروق"، بأن "لونباف" كانت قد نبهت إلى أضرار العتبة، مؤكدا بأنها تعد من بين الأسباب التي أدت إلى تدني مستوى التلاميذ. فيما طالب بضرورة تشكيل لجنة تفكير للبحث في حلول القضاء على العتبة نهائيا بدءا بمراجعة البرنامج الدراسي الذي يتميز بكثافته عن طريق إحداث توازن بين الحجم الساعي ومحتوى المقررات السنوية. فيما اعتبر الأمين الوطني المكلف بالإعلام والاتصال بالمجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني الموسع، مسعود بوديبة، أن العتبة قد ظهرت في "ظروف استثنائية" وعمرها اليوم 7 سنوات كاملة، مؤكدا بأن العتبة قد أضحت بالنسبة إلى التلاميذ "حقا مكتسبا" يطالبون به في كل دخول مدرسي. رافضا ربط العتبة بالإضرابات، نظرا إلى أنه في سنتي 2007 و2008 لم تكن هناك إضرابات ورغم ذلك فالوزارة أعدت العتبة لإرضاء المترشحين. وأما رئيس الاتحادية الوطنية لعمال التربية المنضوية تحت لواء النقابة الوطنية المستقلة لمستخدمي الإدارة العمومية "السناباب"، بلعموري لغليظ، فأكد أن الجميع ضد عتبة الدروس، وبالتالي لا بد من التخلص منها بصفة نهائية، في الوقت الذي أثنى على تصريح وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط رمعون، الذي وصفه بالشجاع والجريء لما تعهدت بالقضاء عليها مستقبلا. وكشف رئيس النقابة الوطنية لعمال التربية، عبد الكريم بوجناح، بأنه ما دامت العتبة قد أصبحت بمثابة "سنة حميدة" لدى التلاميذ، فإن العدوى ستنتقل حتما إلى الطورين الابتدائي والمتوسط، خاصة بعدما أضحى الاستثناء "حقا مكتسبا"، لدى أبنائنا. وبغية القضاء عليها نهائيا، اقترح بوجناح ضرورة العودة إلى إعادة النظر في البرامج عن طريق تخفيفها ابتداء من الدخول المدرسي المقبل 2014/2015، مع الابتعاد عن الإجراءات الارتجالية.
تلاميذ ممتازون حرموا من البكالوريا "ظلما" وفيما يتعلق بقضية الغش في البكالوريا، أكد بلعموري لغليظ، أن ظاهرة الغش ليست مستفحلة فقط في قطاع التربية الوطنية، وإنما تعرف انتشارا رهيبا في جميع المستويات والقطاعات، كقطاع حساس مثل الصحة، أين يتم التلاعب بصحة المرضى. وفي هيئة تشريعية كالبرلمان، والدليل على ذلك هو اكتشاف حيازة برلمانيين لشهادات عليا لكنها للأسف "مزورة"، داعيا إلى اتخاذ إجراءات ردعية ضد الغشاشين، غير أنه أكد بالمقابل بأن هناك مترشحين قد حرموا من نيل شهادة البكالوريا ظلما، بعدما تم إقصاؤهم من الامتحان لمدة سنة، رغم أن الأدلة كلها أكدت بأنهم "أبرياء" لم يتورطوا في الغش الجماعي، وحتى إنهم تلاميذ ممتازون كانوا قد تحصلوا على معدلات جيدة خلال السنة الدراسية. واعتبر مسؤول الإعلام بالكناباست الموسع بأن الامتحانات الرسمية أصبحت "مستهدفة"، وبالتالي وجب اتخاذ الإجراءات المناسبة لتفادي وقوع مشاكل بمراكز الإجراء، أين وصف ممارسة مترشحين للغش الجماعي في بكالوريا 2013 بالمفاجأة، فحتى الأساتذة تفاجؤوا، غير أنه أكد بأن معاقبة الوزارة لهؤلاء الغشاشين بإقصائهم من اجتياز امتحان شهادة البكالوريا لمدة سنة يعد "صائبا" و"وقائيا"، بغية وضع حد لهذه الظاهرة. في الوقت الذي دعا السلطات العمومية إلى العمل على الحد من سياسة الترويج لمواضيع البكالوريا كل سنة عبر مواقع التواصل الاجتماعي عموما والفايسبوك على وجه الخصوص، على اعتبار أن ظاهرة الترويج والتكهن هي ما دفع بالمترشحين إلى ممارسة الغش الجماعي في اختبار مادة الفلسفة شعبة آداب وفلسفة، لأنهم ظنوا بأن المواضيع التي نشرت عبر الفايسبوك هي نفسها التي ستطرح لهم في امتحان البكالوريا، لكنهم تفاجؤوا بأسئلة أخرى لم يكونوا ليتوقعوها، فثاروا على المواضيع واحتجوا عليها. ولتدارك ذلك النقص لجؤوا إلى التورط في ممارسة الغش الجماعي إلى درجة أن البعض منهم قد اعتدوا على الحراس. وأما رئيس النقابة الوطنية لعمال التربية فرفض تصنيف ما حدث السنة الماضية في اختبار مادة الفلسفة في خانة "الغش الجماعي"، معتبرا ما وقع "انحرافا سلوكيا" غير أخلاقي، نتج عن سوء التسيير، والدليل على ذلك، يضيف بوجناج: "عُينت السنة الماضية رئيس مركز إجراء خاص بالمترشحين الأحرار ولم يحصل غش ولم يتحرك أي مترشح داخل القاعات رغم أنه معروف عن الأحرار أنهم من يتسببون في المشاكل أكثر من المترشحين النظاميين، رغم أن الجدير بالذكر أنه كان لا بد على الوزارة أن تتخذ إجراءات مسبقة لتفادي مثل هذه المشاكل". في الوقت الذي تساءل عن عدم التطرق إلى الغش الذي يحدث في المسابقات التي تنظم لفائدة المديرين والمفتشين، في حين إنه لا أحد انتبه إلى الظاهرة، غير أن الأضواء تسلط فقط وسنويا على الغش الذي يحدث وسط المترشحين.
أساتذة حراس يعيشون "الجحيم" ومهددون بحياتهم.. بمراكز الإجراء بالسجون وأثار الأمين الوطني المكلف بالإعلام والاتصال، بنقابة الكناباست الموسع، قضية جد مهمة، تتعلق بالضغوطات التي وصفها "بالرهيبة" التي يتعرض لها الأساتذة الحراس سنويا عبر مراكز إجراء الامتحانات الرسمية المتواجدة بالسجون، بحيث يستغل بعض السجناء، وليس جميعهم، وضعهم، ليقوموا بتهديد الأساتذة الحراس واستفزازهم إلى درجة تهديدهم بحياتهم، مؤكدا بأنه قد تم رفع القضية في شكل تقارير إلى عدة جهات، أين اقترح بوديبة تحويل النزلاء المترشحين لاجتياز الامتحانات على مستوى مراكز إجراء خارج السجون مثلهم مثل بقية المترشحين.
إعفاء 5 آلاف تلميذ من اختبار الفرنسية بولايات الجنوب من جهته، كشف الأمين الوطني المكلف بالتنظيم بالنقابة الوطنية لعمال التربية، قويدر يحياوي، خلال "ندوة الشروق"، أن أزيد من 5800 تلميذ ب14 ولاية بالجنوب والجنوب الكبير قد أعفوا من اجتياز اختبار مادة الفرنسية في الطور الابتدائي في السنوات الثلاث وهي الثالثة والرابعة والخامسة، مؤكدا بأنه بولاية الجلفة لوحدها قد تم إعفاء 1800 تلميذ، مقابل إعفاء 2000 تلميذ بولاية ورڤلة وألفين آخرين بولاية الأغواط، بسبب افتقاد هذه الولايات أساتذة مادة الفرنسية.
النقابات تحذر من عودة الصراع بين التغريبيين والمعربين "لا يهم تفضيلك الفرنسية على العربية يا بن غبريط.. المهمّ حزمك وعملك" برّأت نقابات التربية، وزيرة القطاع نورية بن غبريط رمعون، من تهمة "التغريب" بسبب عدم تمكنها من لغة الضاد وتفضليها لغة موليار، والأهم بالنسبة للشريك الاجتماعي، أن تكون الوزيرة قادرة على حل مشاكل القطاع، وفتح باب الحوار معهم، ولا ضير بحسبهم في عدم إتقان خليفة بابا احمد اللغة العربية. قال عضو النقابة الوطنية لعمال التربية، قويدر يحياوي، إن إحياء الصراع بين"المعربين والتغريبيين" فجأة بعد تنصيب نورية بن غبريط على رأس وزارة التربية، ما هو إلا "فتنة جديدة في القطاع"، وطرح المهني التساؤل التالي خلال ندوة الشروق، "منذ متى كان الوزراء في الجزائر معربين؟"، وهو الأمر الذي أرجعه إلى خصوصية الجزائر وتكوين من أسماهم النخبة الأولى غداة الاستقلال. وفي نظر النقابي قويدر يحياوي، فإنه ليس عيبا البتة أن لا يكون الوزير بما في ذلك وزير التربية الوطنية "غير معرب"، فألاهم بالنسبة لهو وللنقابة التي يمثلها، أن يكون مدركا لخصوصية قطاع التربية، وسيدا في قراراته في الحكومة، وأن يكون في شق آخر متواصل مع الشركاء الاجتماعيين، وذكر يحياوي: "الحقيقة التي نسكت عنها أننا أضعنا العربية، ولم نتمكن من الفرنسية، ليس لضعف التكوين ولكن للصراعات بين الجيلين، وبخصوص الوزيرة الجديدة، فتقييمها ليس من منطلق تمكنها أو عدم تمكنها من اللغة العربية، ولكن إنجاحها الدخول المدرسي القادم". موقف الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين "لونباف" الذي مثله مسعود عمراوي، جاء قريبا من سابقه، حيث أكد قائلا "القطاع بحاجة إلى مسؤول يملك من الصرامة والقدرة على إصدار القرارات، ولتعلم أن المحك بيننا هو الميدان"، ونبه عمراوي إلى جزئية وهي أن العيب ليس في عدم تمكن بن غبريط من اللغة العربية، ولكن أن لا تستعمل الفرنسية على أساس إديولوجي، ورغم ذلك فنحن نمد يدنا إليها. وقرأ عمراوي اللغط الذي صاحب تعيين بن غبريط الموصوفة بالتغريبية من بعض الأطراف المعربين تحديدا عودة إلى صراعات قديمة بين الطرفين، وقرأ ذلك أنه "آن الأوان للابتعاد عن المناوشات الجانبية، وأن لا نعود إلى سنوات السبعينيات... لكن لا يجب أن نكون فرنسيين أكثر من الفرنسيين في حد ذاتهم، ومن الأهم بما كان الاهتمام بالغة الإنجليزية التي صارت لغة العلم رقم واحد". أما لعموري لغليط، الذي يرأس نقابة الساتاف، فخالف وجهة نظر زميله، بتأكيده على ضرورة الاهتمام باللغة العربية، كونها مكون أساسي في الجزائر، ونبه إلى ضرورة استعمال وتمكن المسؤولين خاصة في قطاع التربية للغة العربية، الذي يضم غالبية من المنتسبين يستعملون اللغة العربية في تعاملاتهم اليومية.