أعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف، أمس، توقيف أربعة أشخاص في باريس وفي جنوبفرنسا على خلفية الارتباط بشبكات جهادية، وذلك بعد ثلاثة أيام على توقيف فرنسي يشتبه في أنه مطلق النار في المتحف اليهودي في بروكسل، وأكد وزير كازنوف أن ”هناك أشخاصا يجندون جهاديين في فرنسا ونحن نعمل على مكافحة هؤلاء”. وكانت قوات الأمن الفرنسية أوقفت، الجمعة المنصرم، في مدينة مرسيليا المدعو مهدي نموش، وهو فرنسي من أصول جزائرية، شارك في الحرب الدائرة في سوريا ويشتبه بأنه وراء اعتداء المتحف اليهودي بمدينة بروكسيل ببلجيكا في 24 ماي المنصرم. وتوالت تعليقات الصحافة الفرنسية باتهام السلطات بالتقصير في تقصي أخبار الخلايا النائمة الجهادية على الأراضي الفرنسية، باعتبار أن قضية مهدي نموش تشبه إلى حد كبير قضية محمد مراح، الشاب الفرنسي الذي اعتنق الفكر الجهادي وسعى إلى تنفيذه في فرنسا من خلال استهداف مدرسة يهودية في مدينة تولوز عام 2012. وقالت الصحافة الفرنسية الصادرة، أمس، إنه على غرار قضية مراح، فإن السلطات الأمنية والاستخباراتية الفرنسية كانت على دراية بتوجهات مهدي نموش، باعتباره محكوما سابقا، إلا أنه لم يتم وضعه تحت المراقبة، مثلما تفرضه إجراءات متابعة كل المشكوك فيهم بالتورط في الفكر الإرهابي. تأتي قضية مهدي نموش والشبكة الفرنسية للجهاد في سوريا، بالموازاة لكشف تقارير أمنية أمريكية معلومات تفيد بارتفاع عدد الأمريكيين المتورطين في أعمال إرهابية في سوريا، مثلما كشفت عنه قضية أبو صالحة، الأمريكي الشاب الذي تحوّل إلى انتحاري في صفوف الجماعات الإرهابية في سوريا. وتفيد التقارير الأمريكية أن قرابة مائة أمريكي سافروا إلى تركيا، ومنها إلى سوريا، للمشاركة في الحرب الأهلية، إلى جانب الجماعات الجهادية. فيما كشفت تقارير فرنسية عن اشتباه السلطات الفرنسية في وجود حوالي 700 فرنسي في سوريا يشاركون في الحرب. وفي السياق ذاته، كانت مصادر البريطانية ذكرت أن نحو 450 من البريطانيين سافروا في السنوات الثلاث الماضية إلى سوريا، في تأكيد على أن نسبة 80 في المائة عادوا إلى بريطانيا، وهي الأرقام التي جعلت لندن تحذر حلفاءها في واشنطن، برلينوباريس، من توخي الحذر من ردة فعل العائدين من سوريا واحتمال تنفيذهم عمليات إرهابية في العواصم الغربية.