أوضح رشيد بوجدرة، ردا على الحملة التي يشنها عليه بعض الأدباء والنقاد المصريين، بخصوص تصريحات نسبها إليه الشاعر المصري سمير درويش، والتي مفادها أنه قال ”لا يوجد أدب في مصر”، بأن الأدباء المصريين بما في ذلك نجيب محفوظ، كتبوا رواية تقليدية، ولم تنفتح على التأثيرات الأدبية الحديثة في الغرب التي أوجدت شروخا في الرواية منذ جويس. وقال بوجدرة إن الروائيين العرب اللذين استطاعا أن يقوما بهذا الشرخ هما الفلسطيني جبرا إبراهيم جبرا، والسعودي عبد الرحمن منيف، أما نجيب محفوظ الذي تحصل على جائزة نوبل للآداب بسبب مواقف السياسية المهادنة لإسرائيل فهو روائي عادي جدا، وقديم، ولم يعجبن أبدا. قرأته في مرحلة المراهقة، وسرعان ما أدركت أنه روائي عادي”. وأضاف بوجدرة أن القول بأنه ينفي وجود أدب في مصر، يعتبر أكذوبة يريد أن يروّج لها الشاعر سمير درويش. وكان هذا الأخير قد طلب من بوجدرة خلال الندوة التكريمية التي نظمها مهرجان ”الأدب وكتاب الشباب”، أن يقدم توضيحات بخصوص قوله ”لا توجد رواية مصرية”، فرد الروائي الجزائري قائلا: ”قلت لا توجد رواية حديثة في مصر. والمصريون نبغوا فقط في كتابة القصة القصيرة، حيث تفنن في كتابتها يوسف ّإدريس”، مضيفا: ”وهذا لا يمنعني من القول بأني أكنّ كثيرا من الاحترام للروائي جمال الغيطاني، وأنا من الذين يعتبرون محمود أمين العالم بمثابة المفكرين الكبار”. وبخصوص رأيه في الشعر: قال: ”أعتقد أن المصريين لا يكتبون شعرا جيدا، مثلما يكتبه محمود درويش وأدونيس. وهذا رأيي الشخصي، ويتعلق الأمر هنا بالذائقة الأدبية”. ويعتقد بوجدرة أن المصريين عجزوا عن استيعاب أعماله الروائية، وقال: ”منذ سنوات خلت، طلب مني الروائي جمال الغيطاني أن أمنحه ثلاثة من أعمالي الروائية لكي يقدمها للنشر ضمن سلسلة كتاب ”الهلال” الشعبية، لكنه اتصل بي لاحقا وأخبرني أن المدير المشرف على السلسلة رفض نشر أعمال بحجة أنها تحتوي على مشاهد مثيرة حول الجنس. فقلت للغيطاني حينها إن المجتمع المصري عاجز عن استيعاب أعمالي بسبب صعوبة القراءة، وتشعب الكتابة، واحتوائها على اللاأخلاقيات، بينما استوعبها القارئ الجزائري”. وحسب صاحب ”الحلزون العنيد”، فإن قرب الجزائر والمغرب العربي بصفة عامة من أوروبا، جعل الرواية المغاربية أكثر حداثة من الرواية في مصر، وقال: ”لا يوجد روائي مصري يكتب مثل المغربي محمد خير الدين، والجزائري كاتب ياسين”. وذكر بوجدرة أن تمسكه بنظرته للرواية، وقوله إن أحسن الروائيين هم هؤلاء الذين أحدثوا شروخا أدبية على غرار كاتب ياسين، لم يعجب حتى النقاد الجزائريين. وصرح قائلا: ”سبق لي أن قلت إن محمد ديب يعتبر روائيا واقعيا تقليديا، وأن كاتب ياسين هو أكثر الروائيين الجزائريين حداثة، وقدرة على استيعاب الحداثة الروائية. ومثلما يوجد أدب تقليدي في مصر يمثله نجيب محفوظ حسب اعتقادي، يوجد كذلك في الجزائر أدب تقليدي يمثله محمد ديب”.