عجز الأسطول الأرجنتيني المؤلف من أبرز مهاجمي نخبة الأندية العالمية: ميسي (برشلونة الإسباني)، سيرخيو اغويرو (مانشستر سيتي الإنجليزي) وغونزالو هيغواين (نابولي الإيطالي)، وانخل دي ماريا (ريال مدريد الإسباني) وبعدهم ايزيكييل لافيتزي (باريس سان جرمان الفرنسي) ورودريغو بالاسيو (انتر ميلان الإيطالي) في الوصول إلى خط دفاع يحترف بمعظمه في بطولة إيران المغمور مقارنة مع التشكيلة الزرقاء والبيضاء، حتى الرمق الأخير عندما أخذ ميسي الأمور على عاتقه وأطلق تسديدة يسارية بماركته المسجلة عانقت الشباك الإيرانية (90+1). من جهتها، كادت إيران تحقق تعادلا تاريخيا هو الأول لها مع أحد المنتخبات الكبرى في أربع مشاركات مونديالية والفضل بذلك يعود إلى التكتيك الصارم الذي فرضه مدربها البرتغالي كارلوس كيروش. ورفعت الأرجنتين رصيدها إلى ست نقاط من مباراتين لتضمن تأهلها إلى الدور الثاني، وهكذا تكون الأرجنتين الساعية لإحراز اللقب العالمي للمرة الثالثة بعد 1978 و1986، حققت المطلوب منها، ولو بأسلوب مخيب للآمال أمام إيران، في انطلاق مشاركتها بعد فوزها على البوسنة والهرسك 2-1 افتتاحا. وعاد المدرب اليخاندرو سابيلا إلى خطة (4-3-3) بعدما لجأ إلى طريقة 5-3-2 في الشوط الأول من مباراة البوسنة والهرسك ما أثار امتعاض مهاجمي الفريق وخصوصا القائد ميسي أفضل لاعب في العالم أربع مرات بين 2009 و2012. ودفع سابيلا بنفس تشكيلة مباراة البوسنة مع استبعاد لاعب الوسط ماكسي رودريغيز لحساب المهاجم غونزالو هيغواين الذي استعاد لياقته، كما شارك لاعب الوسط فرناندو غاغو بدلا من هوغو كامبانيارو. وخاض ماسشيرانو مباراته الدولية المائة، ليصبح رابع لاعب أرجنتيني يحصل على هذا الشرف بعد خافيير زانيتي، روبرتو ايالا ودييغو سيميوني. من جهته، حافظ البرتغالي كارلوس كيروش، الذي أعلن تركه المنتخب الإيراني بعد نهاية المونديال لأسباب مالية، على الحارس علي رضا حقيقي ورباعي الدفاع المعروف. وبسط المنتخب الأرجنتيني سيطرته في أول عشر دقائق مع مرتدات قليلة لإيران، فبحث ميسي، اغويرو ودي ماريا عن خرق الدفاع المتماسك لكيروش. وفي ظل سيطرة أرجنتينية مطلقة حصلت إيران على فرصة خطيرة من ركنية لديجاغاه مهاجم فولهام الإنجليزي هبطت على رأس المدافع المخضرم جلال حسيني، فلعبها قوية من مسافة قريبة فوق عارضة روميرو (42). وتكرر الضغط الأرجنتيني في الشوط الثاني، فلعب ميسي عرضية قريبة إلى الظهير الأيمن زابالبيتا حاول تسديدها لولبية لكنها كانت بعيدة (49). وانتظر ميسي نجم برشلونة الاسباني حتى الدقيقة ال60 يوقع بصمته الحقيقية الأولى عندما انطلق من منتصف ميدان إيران وهيأ الكرة التي يحبها على قدمه اليسرى، لكن تسديدته المحكمة مرت بالقرب من القائم الأيمن. وفي وقت كانت المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة قتل ميسي المباراة بتسديدة رائعة جدا من خارج المنطقة في المقص الأيمن لمرمى روميرو (90+1).. وهذا الهدف الثالث في المونديال والأربعون في مسيرته الدولية وال29 بقدمه اليسرى من أصل أخر 30 لميسي الذي خاض مباراته ال88 مع الأرجنتين على بعد ثلاث مباريات من دييغو مارادونا الذي كان حاضرا في المدرجات بعد 20 عاما على التمام والكمال من تسجيله أخر أهدافه مع الأرجنتين في كأس العالم أمام اليونان (4-0)، وبعد 28 سنة على تسجيله هدفين تاريخيين في مرمى انجلترا في ربع نهائي مكسيكو 1986. وفشلت إيران، التي تلقت 11 هدفا من أصل آخر 12 في الشوط الثاني في المونديال وخسرت مرة جديدة أمام منتخب أميركي جنوبي بعد البيرو (1-4) في 1978، بتحقيق فوزها الأول في المونديال منذ تغلبها على الولاياتالمتحدة 2-1 بهدفي حميد استيلي ومهدي مهدافيكيا في الدور الأول من مونديال فرنسا 1998 وهو الوحيد لها في 11 مباراة، أي منذ 16 سنة على التمام والكمال. مدرب منتخب الأرجنتين “ ميسي لاعب حاسم وبفضله يمكن حدوث أي شيء” أشاد مدرب منتخب الأرجنتين لكرة اليخاندرو سابيلا، بالساحر الأرجنتيني، ليونيل ميسي، الذي قاد منتخب “التانغو” للتأهل للدور الثاني، بعدما أحرز هدف الفريق الوحيد في مرمى المنتخب الإيراني في الوقت المحتسب بدل الضائع. وقال سابيلا عقب المباراة “إنه لاعب حاسم، حينما تمتلك لاعبا بحجم ميسي، فمن الممكن حدوث أي شيء”. وأضاف المدرب الأرجنتيني “أهدرنا أربع أو خمس فرص محققة في الشوط الأول، ولكن أصبح الموقف أكثر صعوبة بالنسبة لنا في الشوط الثاني، وكانت المباراة تتطلب منا بذل المزيد من الجهد”. مدرب منتخب إيران “ ميسي والحكم صنعا الفارق” أكد مدرب منتخب إيران، كارلوس كيروش أن التحكيم وليونيل ميسي كانوا من العوامل الرئيسية التي جعلت منتخبه ينهزم أمام الأرجنتين في الدقائق الأخيرة إثر هدف من نجم برشلونة.. وأشار البرتغالي إلى ركلة جزاء مثيرة للجدل التي لم يعلن عنها الحكم الصربي مازيتش. وقال كيروش بعد الهزيمة: “شخصان صنعا الفارق.. ميسي والحكم”.وأضاف: “واحد من العوامل كان ميسي.. الذي بحث وبحث حتى وجد الوسيلة للتسجيل والآخر كان الحكم الذي لم يعلن عن ركلة جزاء لصالحنا، وبالنسبة لمنتخب مثل إيران هذه التفاصيل الصغيرة هي المفتاح”.