دعا المرجع الشيعي الأعلى في العراق، علي السيستاني أمس الكتل السياسية إلى الاتفاق على اختيار رئيس للوزراء ورئيس للبلاد ورئيس للبرلمان قبل انعقاد المجلس يوم الثلاثاء القادم. وقال بعد صدور المرسوم الرئاسي الذي دعا إلى انعقاد البرلمان يوم الثلاثاء لبدء تشكيل حكومة عراقية جديدة، ”إن المطلوب من الكتل السياسية أن تتفق على الرؤساء الثلاثة خلال الأيام المتبقية قبل هذا الموعد. ورغم انهيار قوات رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي أمام رجال العشائر السنة ومقاتلي داعش، إلا أن هذه القوات استطاعت في الأيام الأخيرة وقف تقدم المعارضة السنية بمختلف أطيافها المعتدلة والمتشددة، وذلك بفضل الدعم الإيراني والسوري وكذا الأمريكي، واستغل الأكراد ”ثورة السنة” للسيطرة على مدينة كركوك النفطية والمتنازع عليها بين العرب والأكراد والتي تسكنها أقليات ”تركمانية”. ميدانيا صدت قوات المالكي هجومات المعارضة المسلحة، كما قامت بإنزال جوي في جامعة تكريت وسيطرت عليها بعدما اشتبكت مع بعض المسلحين ثم قامت أمس بقصف محيط الجامعة لمنع المسلحين من استعادة الجامعة، وترددت أنباء عن تحطم مروحية للجيش، كما قتل تسعة أشخاص في قصف شنته مروحيات الجيش العراقي على بلدة المنصورية شمال شرق بغداد. من جهته أكد نائب رئيس الوزراء العراقي صالح المطلك في حوار مع ”العربية.نت”، أن العراق لا يمكن أن يبقى موحداً في ظل استمرار نهج حكومة المالكي تجاه السنة من إقصاء وتهميش، بالإضافة إلى سياسة التفرد بالسلطة، مؤكداً أن فكرة إنشاء إقليم سني بدأت تلقى قبولا واسعا بين السنة، بعد أن كانوا أول الرافضين لها منذ تغيير نظام صدام حسين، وقد ترجم المواطنون هذا الرفض بشكل واضح من خلال امتناعهم عن المشاركة في الاستفتاء على الدستور عام 2005، مشيداً بالتصريحات الأخيرة لرئيس حكومة إقليم كردستان نيجرفان بارزاني التي شدد فيها على ضرورة إقامة إقليم سني على غرار إقليم كردستان العراق. أما رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني فاعتبر أمس أن سيطرة الأكراد على كركوك ومناطق أخرى متنازع عليها مع بغداد أمر ”نهائي” بعدما اعتبر أن المادة 140 من الدستور الخاصة بهذه المناطق ”لم يبق لها وجود”. من جهتهما تضغط كل من واشنطن ولندن على المكونات الرئيسية الثلاثة للعراق من شيعة وسنة وأكراد من أجل تشكيل حكومة توافق وطني يجمع الجميع لمواجهة الخطر الذي تشكله ”داعش” على مستقبل العراق دون استبعاد الحل العسكري، وفي هذا الإطار، قال وليام هيغ وزير الخارجية البريطاني إنه ”لا يستبعد التدخل العسكري في العراق”، وشدد على أنه ”يجب بناء حكومة توافقية تضم جميع الأطياف في العراق، فالعملية السياسية يجب أن تؤدي لحكومة جامعة”، وفق ما أوردته شبكة ”سكاي نيوز عربية”. من جهة أخرى أجرى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري محادثات أول أمس مع وزراء خارجية السعودية والأردن والإمارات في إطار جهود دبلوماسية محمومة للتصدي لداعش الذين يهددون بتقطيع أوصال العراق. وذكرت صحيفة ”واشنطن بوست” الأمريكية أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يقود جهودا أمريكية معلنة، ترمي إلى إقناع دول الخليج للمساعدة في إنقاذ العراق من الانزلاق في حرب أهلية وشيكة.