قالت الحافظة عقيلة مفتاح إن “المستوى التعليمي المحدود لم يكن عائقا أمامي للتعامل مع كتاب الله، وتحديت ذلك بالالتحاق بالمدرسة القرآنية بمسجد “غار حراء”، ودعمت النقص الذي واجهني في الحفظ بالالتحاق بفصول محو الأمية، حفظت البقرة وآل عمران وأنا أم لستة أبناء دون أن تثنيني مسؤولياتي العائلية عن التعلق بالقرآن”. استعرضت الحافظة عقيلة مفتاح، في حديث ل”الخبر”، تجربتها مع القرآن الكريم، فقالت: “مستواي التعليمي توقف في مرحلة الابتدائي، ولذلك عندما بدأت في مرحلة متقدمة من العمر قراءة القرآن واجهت صعوبة، حيث كنت أقرأ الآيات بشكل غير صحيح. وعندما التحقت بالمدرسة القرآنية بمسجد “غار حراء” بمدينة ڤالمة سنة 2004 لم تكن لدي علاقة تذكر بالتعامل مع كتاب الله، حيث بدأت بتعلم أحكامه على يد معلمتنا “د. بديعة”، كما التحقت بفصل محو الأمية لمدة سنة وهذا حتى يتسنى لي التحكم في القواعد”. وتضيف السيدة عقيلة أن “هذه المراحل والجهود المتواصلة والمبذولة مكنتني من حفظ عدد من السور تبدأ من “الناس” وحتى “يس”. كانت بداية شاقة بسبب الصعوبات التي واجهتني في النطق والحفظ، لكني اليوم أشعر بأني حققت فروقا كبيرة، حيث لم أتوقف عند هذه السور بل عمدت إلى قراءة السور الطوال “البقرة، آل عمران، الكهف والنمل”، وهذا أعتبره إنجاز في حد ذاته”. تعتبر الحافظة عقيلة أن المخطط الذي وضعته لتسهيل الحفظ وتذليل كل العقبات كان من خلال النهوض باكرا مع الفجر، مع تخصيص الفترة المسائية أيضا للحفظ ومن ثمة أقوم بمراجعة ما حفظته مع الأستاذة بالمدرسة، وهذه الأخيرة مكنتني من تصحيح أخطائي، حيث إن هذه الصعوبات التي واجهتني في البداية كادت تكون سببا في توقفي عن القراءة والتعامل مع كتاب الله”. وتقول الحافظة إن “القرآن نور فيه جهاد كبير، وهو نعمة من الله، لذلك أحرص شديد الحرص على أن يبقى أبنائي الستة على صلة دائمة به، حيث لدي بنت تمكنت من حفظ ثمانية أحزاب وأخرى ثلاثة، وهذا الحب لكتاب الله ورثته عن أمي التي لم تدرس يوما في حياتها، لكنها وبفضل من الله كانت متعلقة بروح القرآن، ولا تكف عن الدعاء به، ومكنها من أداء مناسك الحج بيسر، وكانت دائما تقول لي: احفظي القرآن فأنت من سيدخلني الجنة”.