يُعرف عن محمد مقدم أنه من الشخصيات النافذة في رئاسة الجمهورية، حيث اشتغل مستشارا فيها منذ زمن الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد. وكان مقدم قبل ذلك موظفا في الشركة الوطنية لنقل المسافرين، قبل أن ينتقل إلى العمل في مقر الرئاسة، في صعود وصفته الصحيفة الناطقة بالفرنسية بالمذهل قياسا إلى المنصب الجديد الحساس الذي تولاه. وفي زمن الشاذلي، عمل السكرتير العام لرئاسة الجمهورية، مولود حمروش، على الإطاحة به من الرئاسة بسبب التجاوزات التي كان يقوم بها، ما دفع ب ”محمد مقدم” إلى توجيه صحيفة كان يمتلكها في ذلك الوقت للهجوم على مولود حمروش والإصلاحات التي بادر بها في جو الأزمة التي كانت تعيشها الجزائر، وفق ما ذكرت ”الوطن”. وتُتداول أخبار أن مستشار رئيس الجمهورية محمد مقدم حاول منذ مدة الإطاحة باللواء هامل من مديرية الأمن الوطني. وكانت الشرطة قد فتحت تحقيقا السنة الماضية حول تجاوزات واستغلال النفوذ في توزيع سكنات عدل وتعيين مسؤولين سامين في الدولة، وهو ما لم يتجرعه على ما يبدو مقدم الذي سعى لإزاحة هامل، بحسب ذات الصحيفة. ويُشاع أن مقدم كان يستغل منصبه برئاسة الجمهورية وعلاقاته من أجل الضغط على مسؤولين ووزراء وضباط في الجيش. ونظرا لتعميره في الرئاسة أصبح لمحمد مقدم شبكة علاقات واسعة، وغالبا ما كان يتحدث مع المسؤولين باسم رئيس الجمهورية أو مدير جهاز الأمن والاستعلامات محمد مدين، بالاستناد إلى ذات المصدر. وتأتي هذه الحركة في مبنى الرئاسة، بعد قيام رئيس الجمهورية بتغييرات واسعة في صفوف النواة الصلبة للمؤسسة العسكرية، جهاز الأمن والاستعلامات، حيث تمت إحالة العديد من اللواءات على التقاعد، على غرار الجنرال عثمان طرطاق المدعو بشير مدير الأمن الداخلي، والجنرال رشيد لعلالي المدعو عطافي مدير الأمن الخارجي في دائرة الاستعلام والأمن، والجنرال حسان الرئيس السابق لوحدة مكافحة الإرهاب بجهاز الأمن والاستعلامات.