يجمع مسيّرو محطات توزيع الوقود والبنزين الخاصة والتابعة لمؤسسة نفطال على أن أكثرية السائقين وقاصدي خدمات محطاتهم يفتقدون للشعور بالمسؤولية، والقليل منهم واعون بمخاطر تصرفات بسيطة قد تتسبب في كوارث على شاكلة التدخين أو استعمال الهاتف النقال. لا نملك تغيير عقلية ملايين الجزائريين”.. هي العبارة التي رددها على مسامعنا مسيّرو محطات البنزين خلال جولة استطلاعية ل”الخبر” حول مدى إدراك واحترام المواطن الجزائري لإجراءات السلامة داخل المحطات وجاءت شهاداتهم متشابهة، اتفقوا فيها على أن زبائنهم الذين يتحلون بروح المسؤولية ويعمدون لإطفاء سجائرهم أو إغلاق هواتفهم النقالة عند دخول المحطة قليلون جدا، وأن الأغلبية تعتبر لحظات الانتظار في الطابور فرصة لإجراء مكالمة هاتفية وللدردشة لا تتوقف إلا بعد تدخل صاحب المحطة أو العامل الذي يجد نفسه مجبرا يوميا على تكرار نفس العبارة “حبّس تليفونك يرحم والديك”. يحدث هذا في الوقت الذي تقول مؤسسة نفطال إنها تخصص ميزانية سنوية من أجل ضمان أقصى وقاية على مستوى محطاتها.. وفي هذا الصدد يقول السيد زين رضا، رئيس محطة نفطال على مستوى “الخرّوبة” في الجزائر العاصمة، إنه “رغم وضع لافتات إرشادية وتحذيرية على مستوى كل محطة تبين التعاملات التي يجب اعتمادها داخل المحطة مثل توقيف محرّك السيارة أثناء انتظار التزود بالبنزين وخلاله، وعدم تشغيل الهاتف النقال أو إشعال سيجارة لأن ذلك من شأنه أن يتسبب في شرارة ينجم عنها حريق داخل المحطة، رغم ذلك لا يكترث أغلب الزبائن بتلك التعليمات، بل ويتعمّدون تجاهل تدخلات العمال بالمحطة، الأمر الذي يزجّ بنا في مناوشات شبه يومية معهم”. ويضيف محدثنا أن مؤسسة نفطال تعمل على تحسيس عمالها من خلال تنظيم دورات تكوينية لمدة أسبوع، كل 3 أشهر، لفائدة “الضخاخين”، تتم على مستوى مركز التكوين بالخروب في قسنطينة أو في المديرية العامة بالشراڤة في الجزائر العاصمة، يتم خلالها إطلاعهم على كيفية مجابهة الحوادث، مشيرا إلى توفر المحطة على أجهزة إطفاء تستعمل عند الضرورة، 3 منها كبيرة بوزن 50 كلغ خاصة بالتدخلات الثقيلة و13 أخرى صغيرة بوزن 9 كلغ. الطاكسي.. وخطر الزبائن المتواصل من المشاكل التي يعاني منها أصحاب محطات البنزين دخول سيارات الأجرة وعلى متنها ركاب، حيث يقول ممثل مؤسسة نفطال إنه يتم تنبيه هؤلاء إلى ضرورة التزود بالبنزين قبل التوجه إلى خدمة المسافرين، ومع ذلك القليل منهم يحترمون هذه النصيحة، وذلك تفاديا لحوادث تخرج عن إرادة السائقين الذين قد يفاجأون بسلوك أحد الركاب. ويقول عامل الضخ من محطة البنزين بفندق الجزائر “سان جورج سابقا” إن وعي السائقين بخصوص هذه المسألة يكاد يكون منعدما، ويوافقه الرأي رئيس مصلحة توزيع البنزين بمحطة شارع الاستقلال “بوبيو”، الذي أكد أنهم في شجار يومي مع أصحاب السيارات والسبب “البورتابل والدخّان وإلا كيف تفسرون إشعال بعضهم سيجارته بمجرد ما يدخل المحطة وإذا نهرته عن ذلك ينظر إليك بازدراء”. السائقون يعترفون ولكن.. والغريب أننا لما نقلنا السؤال إلى بعض السائقين بهذه المحطات، وجدنا أنهم على اطلاع كبير بمثل هذه الإرشادات والممنوعات، لكنهم لا يجدون مبررات لمخالفتها.. ويرون في هذه السلوكيات أخطاء من دون قصد بسبب النسيان والانشغالات ولتفادي التأخر عن العمل ومواعيد هامة، إضافة إلى ضعف مستوى الخدمات بمحطات الوقود بسبب قلة التجهيزات وتواجدها في وسط عمراني مزدحم بالسيارات وصعوبة الدخول والخروج منها. ولا يجد بعض السائقين حرجا في توجيه اللوم إلى أصحاب المحطات الذين يعملون ب«الڤوسطو”، يفتحون ويغلقون وقتما شاؤوا، وأن الكثير منهم “السائقون” يشعرون بالقلق بسبب طول انتظار الخدمة! بالنسبة لأصحاب المحطات، مثل هذه “الملاحظات” لا تبرر تعريض ممتلكات وحياة العاملين وسكان الأحياء المجاورة للمحطات إلى الخطر، وأن مشكل الازدحام وطول الانتظار ليس حكرا على محطات وسط المدينة فقط، بل على كافة المحاور والطرقات بسبب ارتفاع عدد المركبات واستعمالها، في ظل غياب خدمات نقل جماعي مريحة وكافية.