نصب المؤتمر الوطني الليبي المنتهية ولايته عمر الحاسي رئيسا لحكومة الإنقاذ الوطني، كما منح رئيسه صلاحيات واسعة، معلنا بأنه في حالة انعقاد دائم، بينما انتفض عبد الله الثني، رئيس الحكومة الليبية المكلف، واعتبر أن المؤتمر “يريد تقسيم ليبيا إلى شرق وغرب”، في حين رفضت قيادة أركان الجيش الليبي قرار عزل مجلس النواب لقائدها عبد السلام جاد الله وتعيين ضابط من عملية كرامة ليبيا على رأسها، ودعت منتسبيها إلى دعم الثوار ضد قوات حفتر. ميدانيا سيطرت قوات “فجر ليبيا” على كامل العاصمة طرابلس، بعد أن انكسرت شوكة كتائب الزنتان وفقدانها معسكر 7 أبريل، آخر معسكراتها في العاصمة طرابلس، حيث انسحبت كتائب القعقاع والصواعق والمدني إلى مدينة الزنتان في جبل نفوسة، وتبعتها كتيبة قبيلة الرجبان المتحالفة معها، أما كتيبة عبد النبي بلخير فانسبحت إلى ورشفانة ثم إلى مدينة بني وليد مركز قبيلة ورفلة التي ناصرت العقيد المقتول معمر القذافي، في حين تجري مفاوضات مع قبيلة ورشفانة للاستسلام قبل اقتحامها، خاصة وأن معظم رجالها وقفوا إلى جانب كتائب الزنتان، وتستعد قبائل من جبل نفوسة مدعومة بكتائب تابعة لعملية “فجر ليبيا” لمحاصرة مدينة الزنتان قبل اقتحامها. وفي العاصمة طرابلس حذرت قوات “فجر ليبيا” مقاتليها من ارتكاب أي تجاوزات في حق القبائل والعائلات التي ساندت كتائب الزنتان، جاء ذلك بعد انتشار أخبار عن اقتحام مقاتلين من “فجر ليبيا” قناة “العاصمة” الداعمة لعملية كرامة ليبيا، وحرق منازل يملكها سياسيون وشخصيات محسوبة على حفتر. من جهته أعلن رئيس الأركان العامة للجيش الليبي، اللواء عبد الرزاق الناظوري، “الحرب على الإرهاب في بلاده”، وذلك عقب أدائه اليمين القانونية أمس أمام أعضاء مجلس النواب في مدينة طبرق شرقي ليبيا. وفور أدائه القسم القانوني خلفا للواء عبد السلام جاد الله العبيدي، قال الناظوري في كلمة مقتضبة أمام النواب: “اسمحوا لي بعد أذنكم أن أعلن ومن هذه اللحظة الحرب على الظلاميين والإرهابيين التكفيريين”. وكان هذا القرار قد لقي رفضا من هيئة أركان الجيش الليبي ممثلة في قادة أركان القوات الجوية والبحرية والبرية، التي تمسكت باللواء عبد السلام جاد الله العبيدي كقائد للجيش الليبي، ووصفت الجنرال المتقاعد خليفة حفتر “بالمجرم”، كما دعت للتصدي إلى الخرق الجوي الذي قامت به طائرات يعتقد أنها أجنبية للأجواء الليبية وقصفها للعاصمة طرابلس. وفي هذا السياق، راسل اللواء عبد السلام العبيدي وزير الدفاع الليبي، مؤكدا له بأن الطائرات التي قصفت طرابلس بداية هذا الأسبوع هي طائرات أجنبية من صنع غربي استعملت صواريخ موجهة بالليزر، ودعاه إلى مخاطبة الدول الصديقة بشأن عدم إقلاع هذه الطائرات من مطاراتها أو مرورها بأجوائها، وطلب مساعدة حلف الناتو للتعرف على مسارات هذه الطائرات وأماكن إقلاعها وهبوطها. وفي حوار لرئيس الحكومة الليبي المكلف، عبد الله الثني، مع موقع بوابة إفريقيا، قال: “إن هذه الضربات قد تكون نوعا من مساندة من المجتمع الدولي الذي يريد لليبيا أن تكون موحدة ومستقرة، ونحن الآن في مرحلة التحري عن هوية هذه الطائرات”، متهما قوات “فجر ليبيا” بتنفيذ انقلاب على مؤسسات الدولة وتقسيم ليبيا إلى شرق وغرب.