يرافق الجنرال بيير دوفيلي، رئيس أركان الجيوش الفرنسية، 4 جنرالات وعقيدان من القيادات العسكرية وشخصيات مدنية، ما يؤكد أن الأمر يتجاوز لقاء روتينيا بل مناقشة تفاصيل عمليات عسكرية قادمة، في ليبيا. تعني زيارة رئيس الأركان الفرنسي للجزائر، حسب متابعين للشأن العسكري الإستراتيجي، أن القيادات السياسية في كل من الجزائر وباريس توصلت إلى اتفاق مبدئي في الإطار السياسي الإستراتيجي، وأن العسكريين سيناقشون تفاصيل تقنية للاتفاق السياسي، وهو ما يعني أن الحملة العسكرية في ليبيا باتت قضية أيام أو أسابيع. وينطلق المحللون من نقطتين جوهريتين، الأولى هي عدم وجود صفقة سلاح كبرى يجري التفاوض بشأنها الآن، أما الثانية فهي توقيت الزيارة. وتشير مصادرنا إلى أن لقاء مماثلا تم قبل شهرين عن التدخل العسكري الفرنسي في شمال مالي. وقال مصدر أمني إن تفاصيل العملية العسكرية ستناقش بين كبار قيادات الجيشين الفرنسي والجزائري، ولا تكمن الأهمية في زيارة رئيس أركان الجيوش الفرنسية حسب العقيد المتقاعد سعانو رشيد، بل إن الأهمية في تشكيلة الوفد المرافق للجنرال الأول في الجيش الفرنسي. ويعتقد المتحدث أن جدول الأعمال يتضمن مناقشة تفاصيل دقيقة في العمليات العسكرية التي لن تنجح دون مساعدة جزائرية. وكشف مصدر أمني جزائري رفيع أن التدخل العسكري الغربي في ليبيا سيقع في غضون أسابيع أو فترة لا تزيد عن 3 أشهر. وأشار مصدرنا إلى أن التدخل العسكري الغربي في ليبيا يتم التحضير له منذ أكثر من شهر، وتتفاوض فرنسا والولايات المتحدةالأمريكية بشكل انفرادي مع تونسالجزائر ومصر، من أجل تسهيل. وأشار مصدر أمني رفيع إلى أن فرنسا والولايات المتحدةالأمريكية ستتدخلان في ليبيا خلال فترة لن تزيد عن 3 أشهر في حالة تواصل تدهور الأوضاع. وأشار مصدرنا إلى أن فترة 3 أشهر لا صلة لها بالتحضير للعمليات، لكن الأمر يتعلق بالجهد العسكري المتوقع أن تبذله الدول الغربية وعلى رأسها فرنسا والولايات المتحدةالأمريكية في منطقة أهم هي العراق، بالإضافة إلى أن فرنسا تنتظر تطور الأوضاع في ليبيا من أجل التعامل مع الجماعات السلفية الجهادية، كما أن القوات الفرنسية والأمريكية تنتظر انتهاء عمليات الاستطلاع التي تنفذ منذ عدة أسابيع في ليبيا باستعمال عدة وسائل، منها أقمار صناعية ووسائل تنصت وطائرات تجسس مأهولة وأخرى من دون طيار. وتشير مصادرنا إلى أن الحرب في ليبيا ستكون أكثر كلفة بكثير من حرب شمال مالي ومن الحرب الأولى التي أدت للإطاحة بنظام العقيد القذافي، بسبب عدم وجود حلفاء محليين قادرين على دحر الجماعات السلفية الجهادية، التي تشير تقديرات إلى أن قواتها يزيد عددها عن 100 ألف مقاتل. وقد أطلعت دول غربية الجزائر على مخططات التدخل التي يجري الإعداد لها ضد الجماعات السلفية الجهادية. وقال مصدر أمني جزائري رفيع إن المخططات التي يجري تحضيرها للتدخل في ليبيا ستشمل 3 مراحل، الأولى هي منع الجماعات السلفية الجهادية الموجودة في المدن الليبية من الاتصال مع بعضها، عن طريق تدمير خطوط المواصلات وشبكات الاتصال، ثم تأتي المرحلة الثانية وهي استهداف المعسكرات الرئيسية للتنظيمات السلفية في طرابلس ودرنة والزنتان وبنغازي ومصراتة، ثم استهداف القيادات الكبيرة في التنظيمات السلفية الجهادية. وقال مصدرنا إن أي تدخل عسكري في ليبيا سيحتاج للتعاون من تونسوالجزائر ومصر، لهذا فإن الدول الغربية أطلعت دول الجوار الثلاث على مخططات التدخل، من أجل التعاون وتقديم تسهيلات. وقد تتواصل العملية العسكرية لعدة أشهر لدعم قوات ليبية محلية موجودة على الأرض، على غرار سيناريو طالبان عندما داهمت الغارات الجوية تحالف الشمال، لكن دون إنزال قوات على الأرض إلا في حالات محددة، عندما يتعلق الأمر باعتقال أو تصفية أحد القياديين في الجماعات السلفية الجهادية الليبية.