ما يحدث على الحدود أمر خطير ويجب عدم الاستهانة به أكد عمار سعداني، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، أن الحزب العتيد لن يرضى من اليوم فصاعدا أن يكون مجرد “عربة”، وقال إن الحزب بوزنه التاريخي والنضالي وقاعدته العريضة لابد أن يعود للعب دوره الحقيقي بوصفه “القاطرة” التي تصنع سياسة البلد وتقود وليس تنقاد. سعداني وفي كلمة ألقاها أمس بمحافظة المسيلة أمام جمع من مناضلي وإطارات حزبه، لم يتوان في قصف سلفه عبد العزيز بلخادم بالثقيل وحمله أزمات الحزب القديمة والجديدة، وقال إن جبهة التحرير هي البيت الكبير والقاطرة التي تسير، فمن شاء أن يركب ومن أبى فذلك شأنه، وقد خصص سعداني جزءا كبيرا من كلمته لما أسماهم اللاهثين وراء المناصب على ظهر الجبهة، كما انتقد بشدة أداء إطارات الحزب محليا بالقول أيعقل إغلاق أبواب المحافظة ومنع المناضلين من حقهم في الحصول على بطاقات الحزب وترك مناصب انتخابية تحصل عليها هذا الأخير بأصوات المواطنين ليتم التنازل عنها بدافع الأنانية لأحزاب مجهرية، وقال إن عهد مناضل الجيب ولى وعهد الشكارة في الحزب لن يعود له مكان. من جهة أخرى، أرجع الأمين العام للأفالان سبب فتح محافظات جديدة يندرج في إطار تجديد هياكل الحزب بما يخدم المرحلة القادمة، إذ لا يعقل، كما أشار، أن نطالب بحقنا كأغلبية في قيادة تشكيل الحكومة ومحافظاتنا مهجورة ومنتخبونا يحاسبون على أخطاء تسيير غيرهم من الجهاز التنفيذي، مؤكدا في السياق ذاته أنه آن الأوان لنحكم بالفعل ولن نقبل من اليوم أن نكون واجهة لإخفاء أخطاء غيرنا، وعليه لابد من تكريس فعلي لقانون البلدية واسترجاع صلاحيات المنتخب المحلي في أقرب وقت ممكن، مذكرا مناضليه أن الحزب يعيش حاليا مرحلة تجديد وتجدد، وأن المؤامرات القديمة لم يعد لها موقع قدم داخل الجهاز، ومن يحاول ذلك كمن يحاول وضع يديه في النار. وأكد في هذا الصدد: “نحن نعمل لكي تتحول جبهة التحرير إلى محجة بيضاء لا مكان فيها لمندسين وأرباب مال ومناصب الشكارة ولا للمحسوبية والمحاباة ذاك عهد ولى”. كما كشف سعداني، أمس، على هامش تنصيب المحافظ الجديد لبوسعادة، بالمعهد الوطني للفندقة والسياحة، أن ما يحدث على الحدود أمر خطير، رغم، مثلما يضيف سعداني، أن هناك من يريد أن يوهم الشعب أن ما يدور حولنا ‘'لا حدث''، وهو ما وصفه المتحدث ب''الخديعة'' والتي يجب أن يتفطن لها الشعب الجزائري. وأضاف أن الجزائر ليس من السهل على الآخرين أن يتجاوزوا حدودها بالشكل الذي يحضّر له البعض خارج الحدود. ووصف الأمين العام للأفالان المرحلة الحالية ‘'بالخطيرة'' وبالمرض الذي أصيبت به الكثير من الدول الصديقة والشقيقة. وواصل سعداني حديثه عن الحزب الذي قال عنه إنه متضامن مع كل مؤسسات الدولة، وماجرى في السابق هو تضليل، وهو ما فسره مناضلو الجبهة بأنه محاولة من سعداني لإذابة الجليد بينه وبين المؤسسة الأمنية تحديدا. واعتبر الأمين العام للأفالان أن وضع الجزائر بخير وفي وضع نحسد عليه.