قال الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني في كلمة، ”إن الجبهة مغبونة منذ 62 وآن أوان التغيير”، وأضاف أن الأفالان ”كان أداة في يد بعض الأشخاص والمناضلون كانوا طائعين لهم”، ولم يسم هؤلاء الأشخاص، مشددا ”حان الوقت ليأخذ الحزب مكانه”، ورافع لصالح ”أحقية” الجبهة في تشكيل الحكومة قائلا ”الرئيس رئيسنا ونقبل أن نفوض له تشكيل الحكومة باسمنا”. ونشر الأفالان على موقعه كلمة لعمار سعداني فور وصوله إلى سطيف بمحافظة الولاية عشية أول أمس، تحسبا للتجمع الذي عقده البارحة بعين ولمان، وحذر سعداني مما وصفه ”مرحلة خطيرة سنعيشها”. وخاطب الأمين العام للأفالان المعارضة التي انتقدت تمرير مشروع الدستور على البرلمان قائلا ”أنتم رفضتم المشاركة في النقاش حول الدستور، فكيف تنتقدون اليوم ما جاء به وطريقة تمريره؟”. وعرقل معارضون لسعداني وصوله إلى القاعة المخصصة للتجمع أمس بعين ولمان، ورفعوا شعارات من بينها ”جبهة التحرير ليست للبيع”، ”جبهة التحرير لا تدار من أرض العدو”، وكذا شعار ”فرنسا أعطتنا الاستقلال.. لا مكان لكم في حزب الشهداء والمجاهدين”، وطوقت مصالح الأمن منذ الساعات الأولى لصباح أمس الجمعة كل الشوارع المؤدية إلى القاعة التي تحتضن تجمع عمار سعداني بعين ولمان في سطيف، حيث رفع عشرات المعارضين للأمين العام شعارات عديدة تطالبه بالرحيل. ومنعت عناصر الشرطة اقتراب هؤلاء من الباب الرئيسي للقاعة خوفا من حدوث مشادات مع الوافدين لحضور التجمع من 14 قسمة من جنوب ولاية سطيف، وكان في مقدمة هؤلاء البرلماني الحالي مسعود أكوباش المحسوب على جناح عبد الرحمن بلعياط، زيادة على الغاضبين من التغيير الذي حصل منذ قرابة السنة في محافظة الأفالان بعين ولمان، حين كان يسيطر عليها نائب رئيس المجلس الشعبي سابقا معاذ بوشارب الذي أقيل من منصبه، وذلك بأوامر من سعداني، وتم تعيين ناصر بطش كمحافظ جديد. وفي تدخله، وصف عمار سعداني في تجمعه بعين ولمان المتخوفين من تعديلات الدستور الجديدة بالحاقدين على الجزائر، متهما إياهم ”بتغذية النعرات حتى تبقى المؤسسات الدستورية والوطنية محل شك وتذبذب”، مؤكدا بأن الرئيس ”سيستجيب لطلب جبهة التحرير بأن تقود الحكومة في ظل سيطرتها على الأغلبية في البرلمان، ما سيمنح مزيدا من الحرية لتطبيق برامج الجبهة مستقبلا”. التجمع الشعبي الذي جاء بعد أن روجت المعارضة بأنها وراء إلغاء الزيارة التي كان من المقرر أن يقوم بها سعداني إلى نفس المدينة قبل أسبوعين، لم يتمكن أنصار المعارضة فيه من حشد عدد كاف لإفساد التجمع، وهو ما جعل سعداني يفتتح كلمته برد صريح على هؤلاء قائلا ”انتهى عهد الانتخابات بالشكارة والمحسوبية، المناضلون هم الذين يختارون قيادتهم في العاصمة”، خاصة أن زيارته تدوم يومين كاملين بولاية سطيف، يزور خلالها المحافظات الجديدة التي تشكلت بالجهة الجنوبية مثل عين ولمان وعين أزال، إضافة إلى لقاءات داخلية مع إطارات ومناضلي الحزب، تهدف إلى الإعداد للمؤتمر، على أن يختم زيارته بتجمع كبير بعاصمة الولاية كاستعراض للعضلات في مدينة عبد الرحمن بلعياط الخصم اللدود لعمار سعداني. وفي معرض حديثه، أعلن سعداني أن المؤتمر الخاص بالحزب ”سوف ينعقد رغم أن الجبهة تمر بمرحلة مفصلية”، لكن مندوبي المؤتمر سوف يكونون من كل المداشر والقسمات والمحافظات، بدليل أن محافظة عين ولمان استطاعت لوحدها أن تحشد كل هؤلاء المناضلين المحسوبين على فئة الشباب داخل قاعة اكتظت عن آخرها. من جهة أخرى وكعادته، وجه سعداني رسائل مباشرة بأن صحة الرئيس في أحسن أحوالها، وصحة الجزائر بخير، معتبرا أن ”من يقول عكس هذا فهو حسود ومنافق وناكر للجميل”.