منتخبون وقياديون كانوا وراء تنظيم الاحتجاج أمام مقر الحزب قاسة عيسي:"نطالب سعداني بالرحيل فورا وسنواصل الاعتصامات " نظم مناضلون من حزب جبهة التحرير الوطني، يمثلون نوابا، أعضاء بمجلس الأمة وباللجنة المركزية، منتخبين محليين وإطارت، اعتصاما أمام مقر الحزب بحيدرة، للمطالبة برحيل الأمين العام للأفالان، عمار سعداني، من على رأس الحزب عبر استدعاء لجنة مركزية مستعجلة، واتهموا سعداني بالعمالة لفرنسا وتسيير الحزب من باريس. تميز الاعتصام الذي نظم أمام مقر حزب الأفالان، أمس، بتأطير جيد، حيث جمع بين مناضلين من القمة والقاعدة وبالتوزيع الجغرافي للحزب بالولايات، وكان ضمن الحضور عدة وجهوه معروفة، منهم عضو مجلس الأمة بوعلام جعفر، الذي تم الاعتداء عليه من قبل أنصار عمار سعداني، فسقط مباشرة، بالإضافة إلى مجاهدين مثل محافظ وهران مصطفى لعبيدي، وأعضاء سابقين بالمكتب السياسي للحزب منهم عبد القادر مشبك، وقاسة عيسي ونواب، ومحافظين من ولايات عديدة، ومنتخبين عن وهران، بسكرة، بشار، سطيف، قسنطينة، غليزان، تبسة، البليدة وبومرداس. ورفع المحتجون شعارات منادية برحيل عمار سعداني، واتهموه بالعمالة لفرنسا، وطالبوا بحضوره إلى الحزب وليس تسييره من باريس، وهتفوا بعبارات ”يا سعداني تسيير الأفالان من آريس وليس من باريس”، وقالوا في تصريحات ل”الفجر”، ”كيف يستطيع سعداني تسيير الحزب بالوكالة.. هو غائب دائما عن الأفالان ومتواجد بباريس... هو عميل لفرنسا”، داعين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، إلى التدخل لتسوية المشكل، واستدعاء دورة طارئة للجنة المركزية، يعاد فيها انتخاب أمين عام جديد للحزب في أقرب الآجال الممكنة لإعادة الشرعية للأفالان. قاسة عيسي: ”نطلب سعداني بالرحيل فورا وسنواصل الاعتصامات إلى غاية انتخاب أمين عام جديد” قال عضو المكتب السياسي السابق، قاسة عيسي، في تصريح ل”الفجر”، إن الأمين العام الحالي يطالب بعدم استعمال لغة الشارع وضرورة حل الأمور في الإطار الشرعي، لكن في الواقع لم ”يقم حتى بإيفاد أي مجموعة من أجل استقبالنا أو الاستماع لمطالبنا، نحن اخترنا الشارع، والتظاهر سلميا لتمرير مطالبنا، لأننا منعنا من الحوار، ونحن نريد عقد دورة طارئة للجنة المركزية وانتخاب أمين عام جديد”، وهدد بأنه ”سنكرر اعتصاماتنا ما دامت الأبواب مغلقة أمامنا إلى غاية تصحيح الأوضاع”. وفي ذات السياق، أوضح بوعلام جعفر، عضو مجلس الأمة، أن ”الحزب اليوم أفرغ من المناضلين وتم تسليمه إلى الغرباء في الولايات”، مشيرا إلى أن مناضلي المحافظات الحالية من أحزاب أخرى كحمس والأرندي، تم تسليمهم مهاما بدل مناضلي الحزب الأوفياء”. وواصل جعفر بأن ”عمار سعداني قام بعدة خروقات والآن عليه الرحيل، لأنه سلم مهاما في الحزب لرجال كانوا بالأمس ضد رئيس الجمهورية. هذا تناقض لابد أن نزيله، لأنه خطر يهدد تماسك الحزب”. شريفة عابد
قال إن ما يحدث هو محاولة للرد على مواقف الأمين العام حول الأغلبية والدستور المقبل بومهدي: ”اللجنة المركزية لن تعقد وسعداني لن يرحل” علق عضو المكتب السياسي بحزب جبهة التحرير الوطني، أحمد بومهدي، في تصريح ل”الفجر”، على الاعتصام الذي نظمه بعض أعضاء اللجنة المركزية أمام مقر الحزب، بأنها محاولة أطراف من خارج الأفالان التأثير على الأمين العام عمار سعداني، بعد المواقف التي أعلنها حول الدستور المقبل، ودافع عنها في مناسبات عدة. واعتبر بومهدي أن الوقفة التي قام بها بعض المناضلين هي في الأصل تخدم أطرافا منزعجة من دفاع عمار سعداني، عن أفكاره بشأن التعديل الدستوري القادم، وقال إن تلك الأطراف ليست قيادات بالحزب، ولم ”تتقبل حديث سعداني عن الأغلبية التي يمثلها”، مضيفا في رده على سؤال خاص باتهامات المعتصمين بتحويل عمار سعداني الأفالان إلى حزب للغرباء، ومنحه الأولوية لعناصر من الأرندي وحمس، ومعارضي الرئيس، في تقلد مناصب بعدة محافظات، أن ”الأمر غير صحيح، والشكارة والغرباء هم الذين كانوا مسيطرين في السابق على هياكل الحزب، وبلخادم هو من أدخلهم للأفالان، أما سعداني فيقوم بتصحيح تركة بلخادم، وليس السير على نهجه”. وفيما يخص مطلب عقد لجنة مركزية وانتخاب قيادة جديدة، أبرز قيادي الأفالان أن ”هذا الأمر لن يحدث لأن سعداني جاء بشرعية زكتها اللجنة المركزية ب286 عضو، في اجتماع مرخص له من قبل الداخلية ومصادق عليه، وجاء لإنهاء الفوضى التي كانت تسود في السابق، والأمور في طريقها الصحيح، ومن يعتصمون يمثلون أقلية فقط”. وسألت ”الفجر” بومهدي عن سبب إقدام سعداني على تقسيم المحافظات باعتبارها من أسباب تأزم الوضع، فرد بأن ”هناك ولايات امتدادها واسع وكثافتها السكانية أيضا، نحن ما قمنا به هو محاولة لتقريب الأفالان من المواطن، ولا يمكن مثلا أن نجبر مناضل على قطع 200 كلم للوصول للمحافظة، وهذا ما قمنا به في بعض الولايات الشاسعة، والأمر عادي جدا، بل رحب به الكثير وشجع على الانخراط في صفوف الأفالان”. وتجدر الإشارة إلى أن أعضاء من المكتب السياسي للأفالان، مثل صادق بوقطاية وغيره، كانوا بمقر الحزب رفقة شباب تم استقدامهم للتصدي لأية محاولة من المعتصمين لاقتحام المقر. ش. عابد طالبوه بالكشف عن الجهات التي تقود الحملة ضد الحزب قيادات أفالانية تدعو سعداني لإحالة المعتصمين على لجنة الانضباط دعا مناضلون في الأفالان، الأمين العام عمار سعداني، إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لوضع حد للفوضى التي تسبب فيها من نظموا اعتصام صبيحة أمس، أمام مقر الحزب. وتضمن بيان المجموعة الموقع بعد اجتماع عقدوه أمس بمقر الحزب، تسلمت ”الفجر” نسخة منه، ”إننا نندد بالتصرفات غير المسؤولة والأفعال غير النضالية التي صدرت عن مجموعة من الأشخاص المدفوعين للمساس بسمعة الحزب واستقراره، والتشكيك في شرعية قياداته ومناضليه الأوفياء”. وأعلنت المجموعة عن مساندتها غير المشروعة للقيادة الحالية وعمار سعداني، ودعته لاتخاذ القرارات اللازمة، والإجراءات القانونية التي تحفظ للأفالان استقراره وهيبته ووقاره، مثلما ينص عليه القانون الأساسي للحزب، في إشارة واضحة منهم لتمرير المحتجين على لجنة الانضباط. وقال المصدر إن تلك الإجراءات من شأنها الكشف عن حقيقة المشوشين.