قامت مصالح بلدية عين البنيان والأمن الوطني، صباح أمس، بإخلاء الرصيف المحاذي للملعب البلدي ”بن رحمون” من النازحين والرعايا الأفارقة، بعد أن حولوه إلى مأوى لهم خلال الأسابيع الماضية. أدت هذه العملية إلى خلو شوارع بلدية عين البنيان، أمس، من ظاهرة التسول وافتراش النازحين الأفارقة الأرصفة، بعد اتخاذ قرار من طرف السلطات المحلية يقضي بإخلاء الرصيف الواقع بشارع بورموة لوناس من النازحين الذين اتخذوه منطلقا لممارسة التسول باستعمال أطفالهم ونسائهم. وقال مواطنون ل”الخبر” إن أعوان البلدية والشرطة قدموا، صباح أمس، إلى عين المكان لتطبيق القرار بتسخيرة القوة العمومية، عن طريق تجميع أغراض النازحين كالأغطية والأفرشة وتحميلها على متن شاحنات، مع إجبارهم على مغادرة المكان قبل القيام بأشغال تنظيف وتطهير الرصيف، دون مراعاة حالة ووضعية هؤلاء الرعايا الأفارقة، بحيث اضطرت العائلات للبحث عن مكان آخر في ظل غياب مراكز خاصة للاجئين. وحاولنا الحصول على معلومات إضافية عن العملية من مسؤولي بلدية عين البنيان، إلا أننا لم نتمكن من ذلك، تحت طائل غيابه، فضلا عن عدم الرد على اتصالاتنا الهاتفية. ويشار إلى أن آلاف النازحين من بلدان جنوبالجزائر تدفقوا، على مدى الأشهر الماضية، بشكل لافت للانتباه، على مناطق شمال البلاد، جراء الاضطرابات الأمنية التي تعيشها منطقة الساحل، وفي مقدمتها الحرب التي تشنها حكومة مالي بمساعدة عسكرية فرنسية ضد معاقل الجماعات الإرهابية في شمال البلاد. وقد دفعت هذه الحرب بمئات العائلات المقيمة على مقربة من الحدود مع الجزائر، في كل من النيجرومالي وتشاد، إلى التدفق إلى داخل التراب الجزائري، والتنقل إلى مدن الشمال حيث يقيمون في العراء والعيش على عائدات التسول. وأدت هذه الوضعية المتفاقمة بالمواطنين إلى التعبير، في عدة مناسبات، عن امتعاضهم وقلقهم من هذه الظاهرة التي أثرت، كما يقولون، على يومياتهم بفعل التسول واتخاذ الساحات العامة والشوارع الرئيسية بكبريات المدن مأوى لهم، في ظل انعدام النظافة والخوف من أن يشكلوا ناقلا سهلا للأمراض. وكان الهلال الأحمر الجزائري قد وعد، على لسان رئيسته السيدة سعيدة بن حبيلس، بإيجاد حلول موضوعية لهؤلاء النازحين، من خلال توفير مراكز إيواء مؤقتة لهم في أماكن محددة، ليسهل التعامل معهم واحتياجاتهم من طعام ولباس، من دون أن تقدم موعدا لانطلاق هذه الحملة. ويجهل لحد الآن إن كانت حملة إخلاء الساحات والشوارع من النازحين الأفارقة ستشمل كل أحياء العاصمة وباقي المدن أم لا.