كشفت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس ل“الخبر” أن هيئتها أدرجت ملف النازحين الأفارقة الذين يتخذون من شوارع المدن الكبرى مأوى لهم في خانة الحالات الواجب معالجتها فورا لانتشال هذه الأسر من التشرد وصون كرامتهم وحفظ أطفالهم من الأمراض والتسول، بعد أن لجؤوا إلى الجزائر منذ بداية الحرب في مالي. وأوضحت بن حبيلس بأن معظم النازحين جاؤوا من مالي ووضعيتهم الحالية وارتماؤهم في الأزقة دون رعاية يشكل خطرا عليهم وعلى المواطنين، في ظل عدم امتلاكهم لمعلومات بخصوص حالتهم الصحية، وبعد أن أصبحوا يستعملوا أولادهم في التسول، وعليه بدأت هيئة الهلال الأحمر بإحصائهم لوضعهم في إطار قانوني، في ظل تزايد عددهم بشكل لافت، خاصة أن بعضهم اقتحموا ميدان الشغل في ولايات الجنوب. وأضافت بن حبيلس أن آخر اجتماع لإدارة الهلال أقرّ بوجوب التنسيق مع مختلف الوزارات لتحسين حالتهم بما يحفظ كرامتهم، وبحث إمكانية إدخال أطفالهم إلى المدارس. غياب معلومات حول الوضع الصحي للنازحين وبخصوص وضعهم الصحي، أوضحت محدثتنا أنه لا توجد لديهم أي معلومة تؤكد أو تنفي إصابة النازحين بأمراض معدية أو أنهم خضعوا للمعاينة، لكن يُحتمل أن تكون الهيئات المختصة على علم بذلك. وصنّفت بن حبيلس العائلات المشرّدة في خانة النازحين،كالسوريين المقيمين في مخيمات بسيدي فرج في العاصمة وليسوا لاجئين، وأن هناك نازحين من مالي تركوا بلدهم بسبب الحرب، ما دفعهم إلى الزحف نحو الشمال بعدما تحولت الجزائر من ممر نحو أوروبا إلى مستقر آمن. وبما أن الهلال الأحمر هو ذراع الحكومة لتجسيد سياستها في الشأن الإنساني، تقول بن حبيلس “من واجبنا أن نحمي الأسر النازحة، وتوفير حياة تليق بالكرامة الإنسانية، وتجنيبهم المبيت في الشارع، الأمر الذي يترتب عليه أضرار كبيرة”. سفارة مالي لا تجيب واتصلت “الخبر” بسفارة مالي عدة مرات من أجل الحصول على توضيحات حول وضعية النازحين الماليين إزاء سفارة بلدهم، إلا أن العون المكلف بالهاتف كان يؤجل طلبات التوضيح في كل مرة معللا بأن اليوم عطلة، ويجب إعادة الاتصال غدا، فهل أصبح الاثنين والثلاثاء يومي عطلة في الجزائر؟