حوّلت قوات الاحتلال الصهيونية وسط مدينة القدس إلى ما يشبه الثكنة العسكرية، التي تغيب عنها مظاهر الحياة الطبيعية، وتغلب عليها المظاهر الشرطية والعسكرية، وسط توتر شديد تزداد حدته مع اقتراب وقت صلاة الجمعة. وقال أحد المقدسيين المتواجدين هناك ل«الخبر” إن قوات الاحتلال فرضت قيودا مشددة على المصلين في المسجد الأقصى المبارك، ومنعت من تقل أعمارهم عن الخمسين عاماً من دخول القدس القديمة والتوجه إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة. ونشرت قوات الاحتلال مئات العناصر من وحداتها الخاصة في شوارع وطرقات المدينة والبلدة القديمة، وسيّرت دوريات راجلة ومحمولة وخيّالة، فيما نصبت متاريس حديدية قرب بوابات القدس القديمة للتدقيق في بطاقات المواطنين. على صعيد آخر، توصلت حركتا فتح وحماس إلى تفاهمات بشأن تنفيذ كافة بنود اتفاق المصالحة الموقع بينهما في أفريل الماضي، أبرزها تمكين حكومة التوافق الوطني من بسط سيطرتها على قطاع غزة فورًا، بالإضافة إلى تشكيل لجنة وطنية لمتابعة مسار اللجان المنبثقة عنها. وأعلن كل من أبو مرزوق وعزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، توصل الحركتين لاتفاق شامل حول إدارة حكومة التوافق الوطني لقطاع غزة والبنود الخاصة باتفاق المصالحة الوطنية. وقال أبو مرزوق، في مؤتمر صحفي مشترك برفقة الأحمد بالقاهرة، إن الطرفين اتفقا على مواصلة الاتصال، سواء على صعيد اللجنة التي تم تشكيلها لمتابعة بعض البنود، أو على صعيد الاتصالات بين أعضاء الوفدين لحل أي إشكال يعترض أي قضية. وبيّن أبو مرزوق أن الحكومة الفلسطينية ستشرف على كل معابر القطاع قريبًا، فيما سيعود الموظفون السابقون للعمل فيها، مؤكداً أن قضية الإعمار ستبدأ بداية الشهر المقبل. من جانبه قال الأحمد: “إن الحركتين اتفقتا بشكل شامل على أن تتولى حكومة الوفاق إدارة فعلية لقطاع غزة”. وأضاف أنه تم تشكيل لجنة لمتابعة كافة القضايا المتعلقة بملف المصالحة، فيما ستواصل اللجنة الإدارية والقانونية التي شكلتها حكومة التوافق البحث في وضع الموظفين الذين عينتهم حماس خلال فترة سيطرتها على قطاع غزة.