دخلت المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس مرحلة جدية قد تفضي لإنهاء الانقسام، حيث يلتقي غدا الأربعاء وفدان عن الحركتين بقطاع غزة لتفعيل اتفاق المصالحة الموقع في قطر في 2012، خاصة بعد أن سمحت السلطات المصرية للقيادي في المكتب السياسي لحماس بمغادرة القاهرة ودخول قطاع غزة عبر معبر رفح وذلك بطلب من حركة فتح. ذكرت مواقع إخبارية أنه بعد وصول موسى أبو مرزوق إلى غزة أمس فإنه من المنتظر أن يصل عزام الأحمد، رئيس وفد منظمة التحرير الفلسطينية، والنائب عن حركة فتح اليوم الثلاثاء إلى غزة عبر معبر رفح قادما من القاهرة، بينما سيصل بقية أعضاء وفد منظمة التحرير الفلسطينية إلى غزة غدا الأربعاء قادما من رام الله عبر معبر بيت حانون. وكان رئيس حكومة غزة إسماعيل هنية قد استقبل أمس عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق الذي وصل القطاع قادما من القاهرة عبر منفذ رفح البري. من جهة أخرى أكد عزام الأحمد أن حركة فتح طالبت الأمن القومي المصري بضرورة مشاركة ‘'أبو مرزوق'' في المفاوضات الأخيرة مع حماس في قطاع غزة بصفته من وقع نيابة عن حماس على اتفاق القاهرة، عام 2011، كما أن تواجده هام بجانب هنية، للإسراع في إتمام المصالحة الفلسطينية، وأضاف الأحمد، أن اللقاء القادم خلال 48 ساعة مع حركة حماس، لتنفيذ ثلاثة بنود هامة، وهي تحديد موعد للانتخابات، وتشكيل حكومة توافق فلسطيني، وملف منظمة التحرير الفلسطينية، وأكد الأحمد أن وفد القيادة الفلسطينية المشكل من خمس قيادات تنوب عن كافة الفصائل الفلسطينية، سيتوجه من رام الله إلى غزة عبر معبر بيت حانون بعد 48 ساعة. وحسب موقع ”عرب 48” ونقلا عن مصدر وصفه بالمطلع، فإن محادثات المصالحة الفلسطينية تجري بأجواء إيجابية وأحرزت تقدما غير مسبوق ومن المتوقع أن تتمخض عن اتفاق لتشكيل حكومة توافق وطني. وأشار المصدر إلى أن معظم تفاصيل المصالحة بحثت أول أمس في القاهرة بين مفوض حركة فتح للعلاقات الوطنية ومسؤول ملف المصالحة عزام الأحمد، ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، موسى أبو مرزوق، وتوصلا إلى تفاهمات حول معظم الملفات بما فيها تشكيلة حكومة توافق وطني. وكبادرة إيجابية، أفرجت وزارة الداخلية في حكومة غزة عن 10 من معتقلي حركة فتح وصفتهم ب«المحكومين الأمنيين” في خطوة اعتبرتها تهيئة للأجواء عشية لقاءات جديدة بين قادة حماس ووفد قيادي يمثل منظمة التحرير لتحقيق المصالحة. وفي السياق ذاته قالت مصادر لوكالة أنباء الأناضول، إن المباحثات التي ستشهدها غزة الأيام القادمة، ستكشف عن تخلي حماس عن شرط ”تطبيق اتفاق المصالحة كرزمة واحدة”، مقابل تفعيل ”الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير”، وسيتم الاتفاق على بدء المشاورات لتشكيل حكومة جديدة. على صعيد آخر اقتحمت مجموعات من المستوطنين اليهود أمس المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة بحراسة الوحدات الخاصة في شرطة الاحتلال فيما نفذت قوات ”إسرائيلية” حملة دهم بعدد من محافظاتالضفة الغربية واعتقلت فلسطينيين اثنين. وردا على هذه الانتهاكات أكد وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، أن الحكومة وبالتنسيق مع دولة فلسطين تبذل جهودا ومشاورات مكثفة للدفاع عن المسجد الأقصى المبارك والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدسالمحتلة التي تتعرض لهجمة إسرائيلية شرسة. كما أكدت منظمة العفو الدولية أن استخدام إسرائيل ”للقوة المفرطة والمميتة بشكل غير قانوني” ضد الفلسطينيين ”يثير قلقا خطيرا”، حسب وكالة الأنباء الجزائرية.