رست بميناء الجزائر، أمس، خمس بوارج حربية مضادة للألغام، تتبع لحلف شمال الأطلسي، بهدف إجراء تمارين مع القوات البحرية الجزائرية في عرض البحر الأبيض المتوسط. ووصفت التمارين، حسب ضابط عسكري بحري إيطالي، ب”العادية لكنها هامة للتعارف بين الجانبين”. وتتكون القوة البحرية الأجنبية من فرقاطة إيطالية و4 سفن مضادة للألغام من تركيا وإسبانيا وألمانيا وبريطانيا العظمى، يقود طاقمها النقيب الإيطالي جيوفاني بييغاجا، الذي قال في ندوة صحفية نظمها أمس على ظهر إحدى السفن بالميناء، إن التمارين التي ستجرى خلال فترة تواجد قوة حلف الأطلسي بالمياه الجزائرية، “مفيدة للتعارف بين البحريتين”. وتحاشى الطاقم العسكري البحري، الذي قدم شرحا عن مهام القوة، الخوض في قضايا أخرى خارج اختصاصه وهو رصد الألغام في البحر المتوسط. وأشار النقيب الإيطالي إلى أن ألغاما تعود إلى الحرب العالمية الثانية، لازالت في قاع حوض المتوسط. فيما ذكر الضابط الألماني توماس إرنست، مسؤول الوسائل الجوية والبحرية بالقيادة البحرية التابعة لحلف شمال الأطلسي، التي يوجد مقرها ببريطانيا، أن القوة التي ينتمي إليها “تؤدي مهمة المراقبة البحرية ويتسع دورها إلى تشكيل شبكة معلومات لفائدة البلدان الأعضاء في الناتو”. وقال الضابط الألماني إن توقف القوة المتكونة من خمس قطع، يندرج في إطار تنقل بوارج حربية من الناتو إلى البحر المتوسط، وبهدف إسنادها في تمارينها المضادة للإرهاب التي تعرف ب«أكتيف إنديفور”، وهو برنامج عسكري معروف. وأوضح بيان صادر عن القوة بأن توماس إرنست “سيجري مباحثات مع السلطات البحرية الجزائرية، حول القضايا ذات الإهتمام المشترك، بما فيها عملية أكتيف إنديفور، وآفاق التمارين المشتركة والشراكة المطوّرة في إطار الحوار المتوسطي”. وذكر البيان أن التمارين (لم يشر إلى تاريخ انطلاقها ولا مدتها) تنتمي لفئة “الإبحار التكتيكي”، وأنها ستجري بمشاركة وحدة من القوات البحرية الجزائرية وبحضور مراقبين، من دون تحديد المجال الذي ينتمون إليه. وأشار إلى أن القوة تقوم، منذ إسناد قيادتها إلى إيطاليا في جوان الماضي، بدوريات في البحر الأسود والبحر المتوسط وأنها نفذت أنشطة مضادة للألغام. وأضاف بأن تشكيلة السفن الخمس “تساهم أيضا الحفاظ على الأمن البحري في إطار محاربة الإرهاب”. وقال إرنست خلال الشرح الذي قدمه للصحافة، إن الجزائر لا تشارك في العملية المذكورة على أساس أنها تقتصر على أعضاء حلف الأطلسي، الذي تحاشى الحديث عن أي تدخل للقوة العضو فيها، في أي عمل عسكري قد يشنه الحلف الأطلسي بالمنطقة في حال خطر إرهابي، إذ قال: “لو أردتم معلومات عن أي تدخل برّي عليكم طلب ذلك من التحالف المتواجد ببروكسل”، في إشارة إلى مقر القيادة العامة للناتو.