شارك أكثر من 300 من عناصر وحدات التدخل العاملة بمدينة بريان، أمس، في مسيرة قادتهم إلى وسط مدينة غرداية على بعد 45 كلم، سيرا على الأقدام، بعد أن منعت حواجز أمنية للدرك الوطني ناقلين عموميين من نقل المحتجين. وتحول شارع ديدوش مراد بوسط مدينة غرداية إلى ميدان الاحتجاج الرئيسي لرجال الوحدات الجمهورية للأمن الوطني، وقوبل الاحتجاج الأخير لرجال الشرطة في غرداية بترحيب كبير من المواطنين، حيث تلقى المحتجون أثناء مسيراتهم التحية والتصفيق من المواطنين، بينما قررت أسر من بعض أحياء مدينة غرداية خاصة حي الحاج مسعود تقديم أغذية للمحتجين في حركة تضامن. وقال رجال الشرطة المحتجون إنهم لم يلتقوا بالمدير العام للأمن الوطني، وأن ما نشر في بيان المديرية العامة للأمن الوطني حول لقاء جمع مدير عام الأمن وممثلين عن الشرطة المحتجين لا أساس له من الصحة، وقالوا إنهم يتمسكون بمطالبهم التي رفعوها يوم أول أمس الإثنين، وهي تنحية المدير العام من منصبه ومعه رئيس الوحدات الجمهورية للأمن وتشكيل نقابة للأمن الوطني وزيادة الأجور. وشدد المحتجون على أنه لا حوار إلا مع وزير الداخلية شخصيا. على صعيد آخر علمت “الخبر” أن رئاسة الجمهورية أمرت بالتحقيق حول شبهة وجود تحريض سبق احتجاج الشرطة بغرداية، ويشمل التحقيق سبب فشل استعلامات الشرطة في التنبؤ بحدوث هذا الاحتجاج المفاجئ. وقال مصدر عليم إن التحقيق يشمل أيضا الظروف التي بدأ فيها الاحتجاج الأول من نوعه في تاريخ الجزائر لعناصر هيئة أمنية نظامية، حيث بدأ على الساعة الثالثة والنصف من فجر يوم الإثنين الماضي في منطقة العطف بضواحي غرداية، قبل أن يعم ليشمل كل وحدات التدخل الموجودة في الولاية وعددها 28 وحدة. وقال نفس المصدر إن التحقيق الأمني يشمل فحص تقارير الاستعلامات العامة حول وضعية وحدات التدخل، بالإضافة إلى فحص تقارير قادة وحدات التدخل الموجودة في غرداية طيلة الأشهر الأخيرة، وفحص التجاوزات التي وقعت في حق عناصر الوحدات خاصة في مجال التكفل بالطلبات القانونية التي تقدم بها العناصر. ليلة دامية في غرداية على صعيد آخر استفاق سكان مدينتي غرداية وبريان، صباح أمس، على آثار العنف الطائفي، ففي غرداية انتهت مواجهات ليلة الإثنين إلى الثلاثاء بحرق وتخريب 7 محلات تجارية و5 بيوت في عدة أحياء، بالإضافة إلى عيادة طبية ومركز صحي وحرق سيارتين وأصيب في المواجهات 6 أشخاص حالتهم حرجة، 4 منهم أصيبوا بطلقات نارية في بريان بغرداية، بينما كان عدد المصابين بجروح متوسطة وخفيفة بالعشرات. وعاش سكان مدينة غرداية ليلة أخرى صعبة، وللمرة الأولى تقريبا يتكرر سماع أصوات الطلقات النارية في بعض الأحياء، بينما استعمل مشاركون في أعمال العنف الطائفي ألعابا نارية تم تعديلها لكي تستعمل في حرق الأشخاص بدل من زجاجات السوائل الحارقة. وتوقفت الحياة بشكل شبه كلي في مدينة غرداية أمس، ففي 16 مدرسة متوسطة وثانوية في بلديتي غرداية وبنورة عاد التلاميذ إلى بيوتهم بتعليمات من الإدارة تطلب منهم عدم العودة إلى غاية الأسبوع القادم.