دعا محمد خلفاوي، الخبير الأمني، والضابط المتقاعد من الجيش، الحكومة إلى اتخاذ تدابير عاجلة لإنهاء الأزمة بولاية غرداية، وقال إن “احتجاج الشرطة بمثابة رسالة إلى الحكومة تفيد بضرورة إيجاد حل جذري بأسرع وقت”. أفاد محمد خلفاوي في تصريح ل” الخبر” أمس، أنه “يجب من الناحية الإنسانية تفهم الأوضاع التي تعيشها الأسلاك الأمنية بما فيها سلك الشرطة”، في تعليقه على تظاهر أفراد الشرطة في فعل غير مسبوق بالجزائر منذ الاستقلال، وأفاد الخبير الأمني “لقد انتهى زمن ملء شوارع غرداية بأفراد الشرطة والجيش، والمطلوب البحث عن حل بأقرب وقت ممكن”، وتابع “لم أقل إن الحكومة لم تفعل شيئا ولكن بات من الضروري حل ملف غرداية”. ويعتقد خلفاوي أن “تظاهر أفراد الشرطة ينبئ بأن استقرار البلاد أصبح مهددا، لما يشعر عناصر الشرطة أنهم قلقون في حياتهم ويومياتهم، وهذا يعني أننا لسنا على ما يرام وقد بلغ السيل الزبى”، كما يرى أن هناك حاليا ثلاثة عناصر تهدد استقرار الجزائر وهي: “انهيار أسعار البترول وشغور السلطة وأزمة غرداية”. ودعا خلفاوي إلى السعي لاستبعاد اجتماع هذه العناصر الثلاثة، وقال “لا يجب أن تتزامن هذه العناصر في وقت واحد، لأن تزامنها يشكل تهديدا حقيقا على البلاد”، وأحال الخبير الأمني إلى ما قاله الأمين العام للأمم المتحدة، السابق كوفي عنان، في خطاب الألفية، من أن “الدفاع عن الشعوب من الخارج أمر تجاوزه الزمن، وإنما التهديدات تكون من داخل البلدان حتى يتسنى للمجموعة الدولية الحق في التدخل”. وأشار المتحدث إلى ملف آخر، ويتعلق باللاجئين الماليينبالجزائر، من حيث دعا الحكومة إلى تخصيص مراكز للجوء، وجمع اللاجئين واتخاذ تدابير لحمايتهم أمنيا وغذائيا وصحيا، وذلك في معرض حديثه عن خطر يحوم حول هؤلاء اللاجئين، خاصة ما تعلق “بعائلات من مالي والنيجر يوجدون في الشوارع دون مراقبة، وأحذر من تجارة البشر، لأن هناك فتيات تنتمي إلى هذه العائلات يحوم حولها الخطر وبالتالي الخطر يكون على الجزائر، من خلال رد الفعل الدولي”. ويعتقد خلفاوي أن هناك “إهمالا في هذا الجانب، الذي يعتبر حله قضية مستعجلة للغاية”.