اختار حزب جبهة القوى الاشتراكية جريدة “الخبر” لتدشين لقاءاته بالأسرة الإعلامية، في سياق المشاورات التي يجريها تحسبا لعقد ندوة الإجماع الوطني. وأعرب وفد الحزب أن حرية الصحافة والإعلام تندرج في صلب المشروع الذي يسعى الأفافاس لإشراك الجميع، سلطة ومعارضة، في تحقيقه. اعتبر محمد نبو، السكرتير الأول للأفافاس، “حصيلة الأسبوعين الأولين من المشاورات إيجابية جدا”، مشيرا إلى أن الأفافاس “لا يبحث عن الزعامة، وهو سيأتي بمقترحاته، شأنه شأن بقية الأطراف التي ستحضر ندوة الإجماع الوطني”. وقال: “نحن نريد أن نضع الديمقراطية تحت رقابة الشعب، لا أن نجعلها تحت وصاية أحد”. ونفى نبو تهمة عقد صفقة مع النظام، قائلا إن ذلك “لو كان صحيحا لما قاطعنا جلسة التصويت على قانون المالية”. مبرزا أن “التغيير الحقيقي ينبغي أن يكون مع النظام، باعتماد التغيير “المتفاوض عليه”، لأن البديل سيكون خطيرا على مستقبل البلاد”. وعما إذا كان تمسك النظام بشرعية الرئيس بوتفليقة يشكل عائقا أمام تحقيق الإجماع الوطني، قال نبو إن “القضية لا ينبغي أن تطرح في شخص الرئيس، وإنما في نظام ينبغي تغييره والذهاب سويا لإقامة نظام ديمقراطي بديل”. وأبرز نبو، في حضور مسؤولي “الخبر” وصحفيين من الجريدة، أن “الأفافاس لن يتنازل قيد أنملة عن المبادئ التي ناضل من أجلها منذ تأسيسه سنة 1963، في سبيل تحقيق الإجماع الوطني، على غرار إقامة دولة القانون، واستقلالية العدالة، وحرية الصحافة وبناء المؤسسات”. وردا على سؤال وجهه الصحفي سعد بوعقبة لوفد الأفافاس عن إمكانية أن يصبح الحزب، بحسن نية، بمثابة الأفالان والأرندي الثاني للنظام، أجاب علي العسكري، عضو الهيئة الرئاسية للأفافاس، قائلا: “نحن لسنا حلا للنظام الحالي، ولكن للجزائر ككل، وسنقدم تضحيات لأن مصير بلادنا مرهون في حال لم نحقق الإجماع الوطني، وليس لنا الحق في تبني خيارات مغامرة”. وحول ما إذا كانت الأنانية السياسية تشكل خطرا على مبادرة الأفافاس، قال العسكري إن “الحزب لا يخشى من ذلك، وهو يجتهد لاسترجاع الثقة في الساحة السياسية بين مختلف الأطراف التي بإمكانها تحقيق الإجماع الوطني”. واستطرد قائلا: “أما المتطرفون فسيقصون أنفسهم بأنفسهم”. وأبرز العسكري أن “مبادرة الأفافاس تبحث في مساعدة النظام على أن يتغير”، حيث “اندرجت كافة مبادراتنا الأخيرة في هذا المسعى حين نظمنا الندوة الاقتصادية الاجتماعية وندوة الانتقال الطاقوي والأيام البرلمانية حول حقوق الإنسان”. وأضاف أنه “في ظل الربيع العربي الذي لا نريد الانخراط فيه نريد ربيعا جزائريا”. وبشأن الانطباع الذي يتركه النظام دائما عن عدم قابليته للتغيير، قال يوسف أوشيش، المتحدث الإعلامي للحزب، إن “الأفافاس هدفه أن يضع الجميع أمام مسؤولياتهم، حتى وإن كنا نعتقد أن هناك أطرافا لا تؤمن بالديمقراطية”. من جانبه، أفاد تمدار تازا موسى، عضو مجلس الأمة، بأن “طرح الأفافاس لم يتغير عما عرف عنه في السابق من مواقف، وإنما أخذ البعض عنه هذا الانطباع، لأن الحزب بعد موجة الربيع العربي في 2011، وضع التحديات الدولية والإقليمية التي تحيط بالبلاد في قلب أجندته السياسية”. وقال إن “الحزب تأقلم مع الظروف، وهذا ليس جديدا عنه، فقد كانت دوما خطواته تحذيرية من المخاطر التي تهدد البلاد”. وأبرز موسى أن المشاورات التي يجريها الأفافاس ستسمح له بتحديد الأفكار والقواسم المشتركة بين مختلف التشكيلات السياسية وقوى المجتمع المدني، لتجاوز عقدتي “الانسداد السياسي” وحالة عدم التغيير”الستاتيكو”. واعتبر موسى أن جريدة “الخبر” تشكل ذاكرة للأمة الجزائرية بعد المسار الذي أخذته البلاد سنة 89، “لذلك قررنا أن تكون “الخبر” هي أول الجرائد التي نستشيرها في إطار مسعانا لعقد ندوة الإجماع الوطني”. وأبدى الوفد استعداد الحزب للانخراط في لجنة التحقيق البرلمانية حول سوق الإشهار، بعد أن استمع لشروح مسؤولي “الخبر” حول الفساد الذي يميز القطاع.