أودع وكيل الجمهورية لدى محكمة مسكيانة أول أمس المدعو “د. ط” بالحبس المؤقت، بعد أن خلصت التحقيقات الأمنية إلى حصر كل الأدلة العلمية بقيامه بعملية قتل هزت المنطقة خلال الأيام القليلة الماضية. تفاصيل القضية، حسب مصالح الدرك الوطني التي عاجلتها، أن فرقتها الإقليمية بالجازية تلقت مكالمة هاتفية من أحد المواطنين يفيد فيها بأنه عثر على جثة ممزقة موضوعة في أكياس بلاستيكية بغابة الفجيجات الواقعة بالحدود الإقليمية لبلديتي الضلعة والجازية، المبلغ تفاجأ بذلك عندما كان يرعى غنمه هناك. وفور تلقي البلاغ، تنقل الدركيون بعين البيضاء إلى عين المكان، ومن خلال المعاينات وتفتيش الأكياس تبين أنها في الوهلة الأولى تحمل أعضاء بشرية لأنثى، وبعد نقل الأكياس إلى مستشفى مسكيانة للمعاينة من طرف الطبيب، اتضح أنها تحمل جثتين (ذكر وأنثى) وذلك بعد اكتشاف وجه امرأة وأعضاء رجل. واستكمالا للتحريات، نقلت الجثتان في اليوم الموالي من مستشفى مسكيانة إلى المؤسسة الاستشفائية محمد بوضياف بأم البواقي، بغرض فحصها من طرف الطبيب الشرعي الذي أكد أنهما من جنس ذكر وأنثى. وبعد نشر الأبحاث وتعليق صور الضحايا، تقدمت إلى الفرقة الإقليمية للدرك الوطني بعين البيضاء امرأة للإبلاغ عن اختفاء أخيها وزوجته في ظروف غامضة، ويتعلق الأمر بالمسمى “د.ف” والمسماة “ب.ح.ف”؛ لتتعرف فيما بعد على الجثتين على مستوى مستشفى أم البواقي. وفي المساء التحق فوج من الخبراء التابعين للمعهد الوطني للأدلة الجنائية وعلم الإجرام بمسرح الجريمة، وعاين بقعا من الدم منتشرة عبر مختلف الأماكن بالمنزل، وكذا رفع قرائن احتمال استعمالها في الجريمة، قرص حديدي يستعمل للقطع، مكنسة صوفية يحتمل استعمالها في تنظيف مكان الجريمة، أريكة مبللة يحتمل غسلها من الدم بعد ارتكاب الجريمة، كيس بلاستيكي في مجرى مائي بالحمام يحتمل استعماله لمنع انبعاث الرائحة بعد تنظيف المنزل. ومواصلة للتحقيق، تم التوصل إلى أن جثتي الضحيتين نقلتا من المنزل على متن سيارة الضحية “سيتروان سي 5” التي عثر عليها بتاريخ 30 أكتوبر الماضي مركونة بحي 40 مسكنا ببلدية بريش ولاية أم البواقي. وقد أفضت مجريات التحقيق إلى أنه بتاريخ الجريمة وفي حدود الساعة التاسعة صباحا، سمع بمكان الجريمة شخص يقوم بعملية القطع بواسطة آلة حادة يعتقد أن تكون جثة الضحيتين، هذه العملية دامت حوالي 4 ساعات، لتتجه شكوك المحققين صوب المسمى “د.ط” ابن الضحية الذي، وبعد مواجهته بالأدلة، انهار معترفا بالجريمة التي قام بها في حق والده وزوجته، وأكد قيامه بالعملية بمفرده، موضحا بأنه قام في الوهلة الأولى بقتل زوجة أبيه باستعمال خنجر بعد طعنها على مستوى البطن، ثم بواسطة مطرقة على مستوى الرأس، ثم بعد مرور حوالي نصف ساعة من الزمن رجع والده إلى المنزل، وأثناء دخوله ترصد له وباغته بتوجيه ضربة بواسطة مطرقة حديدية على مستوى الرأس وأسقطه أرضا، ثم قام بسحبه بمحاذاة زوجته. وبعد إتمام فعلته الشنعاء قام الجاني بتنظيف المكان وغسل الأفرشة لطمس الأدلة، ثم قام بتقطيع الجثتين ووضعهما في أكياس بلاستيكية مموهة داخل حقائب وضعها على متن سيارة الضحية، وفي اليوم الموالي قام بتحويل ونقل الجثتين إلى غابة الفجيجيات ورماهما داخل الغابة، ليتنقل بعد ذلك في اتجاه بلدية بريش، أين قام بركن السيارة المستعملة في الجريمة وسط المدينة بالقرب من إحدى العمارات، ثم غادر المكان عن طريق وسائل نقل أخرى إلى منزله. ولا تزال دوافع الجريمة مجهولة لحد الآن.