قال البروفيسور عبد الكريم شلغوم، رئيس نادي المخاطر الكبرى، إن الأشغال الجارية حاليا لتهيئة واد الحراش تتم بشكل عشوائي، لأنها لم تشمل تهيئة محيط الوادي، من خلال هدم العديد من المنشآت الصناعية والبيوت الصفيحية الواقعة بجوانبه. مشيرا إلى أن الشركة التي تتولى الأشغال لم يسبق لها أبدا أن خاضت تجربة تهيئة الوديان. وأوضح رئيس نادي المخاطر الكبرى في اتصال مع “الخبر” أمس، أن السلطات العمومية الوصية على مشروع تهيئة واد الحراش، ارتكبت خطأ عندما اتخذت قرار تهيئة الواد ب«طريقة اعتباطية باقتصار العملية على حواف الوادي بدل أن تكون عملية التهيئة شاملة” أي تشمل محيط الوادي من جانبيه، لأن التلوث ممتد على مسافة 300 متر، والواد يقطع عدة بلديات كبراقي، الكاليتوس والأربعاء. وكان يفترض أن يتم تهيئة المحيط العام للواد بهدم كل المنشآت والوحدات الصناعية والبيوت الصفيحية القريبة منه. وأفاد المتحدث بأن عملية تهيئة واد الحراش تتطلب أموالا ضخمة طالما أن التهيئة تشمل أيضا تصفية مياه الواد وتهيئة أطرافه بطريقة علمية ونزع المواد السامة من مياهه. وتساءل عن السبب الكامن وراء اختيار شركة “دايوو” الكورية لتولي أشغال تهيئة واد الحراش، خاصة وأنها لأول مرة تخوض تجربة تهيئة الوديان ولم يسبق لها من قبل القيام بعمل في هذا المجال. وقال “كان لي عمل مع هذه الشركة في وقت سابق يتمثل في أداء مهمة رقابة تقنية بحكم أنني خبير مستقل بإحدى المشاريع الضخمة في الجزائر التي فازت بصفقتها شركة دايوو، ووصلت إلى خلاصة مؤداها أن هذه الشركة متواضعة في عملها، فكيف منح لها ذاك المشروع الضخم المتمثل في تهيئة الموانئ”. وأبعد من ذلك، يضيف “يجري حاليا الترتيب لمنح عملية تهيئة كل الموانئ المتواجدة بالجزائر لهذه الشركة”. ويرى أن الشركات الصينية والكورية دخلت إلى الجزائر دون أن يعترض طريقها أحد، بدليل أن كل الأبواب مفتوحة لها، وذلك بعد أن تم إقصاء المؤسسات الوطنية التي لها خبرة. وعاد المتحدث ليتساءل عن سبب إقبال السلطات العمومية على بناء المسجد الأعظم بالقرب من واد الحراش، لأن محيط المسجد في كل الأحوال سيبقى ملوثا، خاصة وأن محطة تصفية مياه البحر بالحامة تفرز هي الأخرى مواد سامة، وبالتالي تساهم في تلوث المحيط. وقال “من المفروض على السلطات العمومية تنصيب لجنة وطنية لتقييم المشاريع الكبرى، تضم مكاتب دراسات خاصة وعمومية وخبراء أجانب، ومن ثمة الوقوف على النقائص في هذه المشاريع، ماذا أنجز وكيف أنجز؟”.