أكاد أجزم بأن الرئيس بوتفليقة لم يسمع ولم يقرأ الرسالة التي كتبت باسمه وقرئت في مؤتمر: “حول التطورات في مجال القانون الدستوري في إفريقيا”، لأن الرئيس بوتفليقة لا يعرف شيئا عن هذا المؤتمر الذي عقد في الجزائر، فضلا عن أنه يهتم بما يناقشه المؤتمر من موضوعات علمية يرفض الرئيس حتى الاستماع إليها؟ هل باستطاعة الذين كتبوا الرسالة باسمه في رئاسة الجمهورية والذين قرأوا الرسالة باسمه أن يقولوا لنا لماذا بقي الرئيس بوتفليقة 16 سنة كاملة وهو يعد الشعب الجزائري بإصلاحات دستورية عميقة؟ǃ ولماذا نفذ فقط الإفسادات الدستورية التي أنجزها ببرلمان الرشوة قبل 7 سنوات حين فتح العهدات الرئاسية بمرسوم يلغي الدستور الذي صوّت عليه الشعب؟ǃ وحين قام بنزع صلاحيات رئيس الحكومة وتحويلها إلى شخصه وليس إلى منصبه.. وهي الإصلاحات التي أدخلها الشادلي بن جديد على الدستور بفضل أحداث أكتوبر 1988 وسقوط العديد من الشباب في المظاهرات الدموية؟ǃ لماذا قام بهذا كله بسرعة وفي ظرف شهور وبمرسوم وعبر برلمان مزور معنى ومبنى ولم يستطع الرئيس حتى الآن إنجاز التعديلات الدستورية التي وعد بها الشعب منذ 1999؟ أزلام الحكم أصبحوا يهددون الشعب باسم الرئيس، إما الدستور والخط الأحمر للرئيس الذي يحكمون باسمه، وإلا الفوضى وقدوم الأجانب؟ǃ إذا كان الرئيس الذي خاطبونا باسمه يحب ويرعى التطور الدستوري في إفريقيا كما يقولون باسمه.. لماذا لا يقول لنا ماذا فعل باقتراحات اللجنة الدستورية المشكلة من الأساتذة الجامعيين الأربعة؟ وأين وضع اقتراحاتها بخصوص تعديل أو إصلاح الدستور؟ǃ أليس من العار أن يحول الرئيس أعمال لجنة الخبراء في القانون الدستوري إلى بن صالح أو أويحيى لتقييمها مهما كان المستوى العلمي لهؤلاء الأساتذة؟ǃ وهؤلاء الذين يقيّمون أعمال الأساتذة (العلماء) في قانون الدستور بعضهم قبل أن يعينه الرئيس في مجلس الأمة خارج القانون والدستور بعد أن استقال من النيابة في البرلمانǃ أي أنه فضل إرادة الرئيس على إرادة الشعب الذي انتخبه.. ولهذا أعطى قوة تقييم العلماء في القانون الدستوري؟ǃ أردوغان في تركيا أخرج بلاده من التخلف الاقتصادي والتخلف المؤسساتي الدستوري في ظرف 10 سنوات... ورئيسنا الذي يفتخر الناس باسمه في رسالة أنه أخذ الوقت الكافي لإصلاح الدستور واستمر هذا الوقت 10 سنوات كاملة أو أكثر والبلاد تراوح مكانها بخصوص فرض الخطوط الحمراء أمام تطورها؟ǃ حقيقة فإن محيط الرئيس أصبح لا يستحي من قول المناكر باسم وعلى لسان الرئيس. تونس في أربع سنوات أنجزت تحولات دستورية تاريخية، والمغرب أيضا أنجز فيه الملك إصلاحات دستورية ساعدت الأشقاء في المغرب على تحسين تسيير دواليب الحكم.. لكن عندنا مازال إصلاح الدستور هو الموضوع السياسي الوحيد عند زبانية الرئيس وعند الرئيس.. وكل مرة يخرجه في خطبة أو في إصدار مرسوم لتكليف شخص غير قادر حتى على إقناع عائلته بمنصبه؟ǃ مرة أخرى يقول لنا هؤلاء على لسان الرئيس إن الرئيس سوف يفتح ورشة لإصلاح الدستور.. وإن الحديث عن الرئيس المقعد والرئاسيات المسبقة خط أحمر.. فإذا كان الحديث عن الرئيس خط أحمر، فعن ماذا إذن سيتحدث الناس في الإصلاحات الدستورية؟ǃ هل يتحدثون عن تعيين غول وعمارة بن يونس وسعداني؟ǃ إنه الهزال؟ǃ [email protected]