الغناء مُحرَّم شرعًا، والاستماع إليه محرّم، بدليل قوله تعالى: ”وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزٌءًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ” لقمان:6، ومن لهو الحديث الغناء، وهذا عند كثير من العلماء، وإنّ بعضهم استثنى ما لم يكن قبيحًا ولا معه معازف وإنّما هو الدف. فقد سئل الصّحابي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن لهو الحديث –المذكور في الآية- فقال: هو والله الغناء، وهو نفس قول ابن عبّاس ومجاهد وعكرمة رضي الله عنهم. ودليل آخر على تحريم الغناء قوله تعالى: ”وَاسْتَفِزْ مَنْ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلْيهِمْ بِخَيْلِكَ” الإسراء: 64، وقال مجاهد ”وَاسْتَفِزْ مَنْ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ” هو الغناء والمزامير. ومن السُنّة ما روي عن سهل بن سعد عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ”يكون في أمّتي خسف وقذف ومسخ”، قيل يا رسول الله: متَى؟ قال: ”إذا ظهرن المعازف والقيّنات واستحلّت الخمر” رواه أحمد والحاكم وهو حديث حسن، وغيرها من الأحاديث الكثيرة الّتي وردت في تحرير الغناء والمعازف والسّماع إليها. وقد قال ابن مسعود رضي الله عنه: الغناء يُنبِت النّفاق في القلب كما يُنبت الماء البقل، فالسّماع إلى الغناء يورث قساوة القلب، ومتى قسى قلب العبد أعرض عن ذِكر الله وترك الصّلاة وارتكب الفواحش وأصبح قلقًا متوترًا كيف وقد قال الله تعالى: ”وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى” طه: 124. هذا وقد رخّص في الغناء المباح الّذي يصاحبه ضرب الدفّ في إعلان الزّواج والعيدين.