أكد البروفيسور حبيب دواغي، رئيس مصلحة أمراض الربو والحساسية بمستشفى بني مسوس في الجزائر العاصمة، أن الشخير المصحوب بانقطاع للتنفس أثناء النوم مشكل صحة عمومية، خاصة عند أصحاب بعض المهن الحساسة مثل سائق الحافلة والطيار، كونه يحرمهم من النوم العميق ليلا، ما قد يشكل خطرا على عملهم في النهار. أوضح البروفيسور دواغي أن المعرضين للداء هم الأشخاص البالغون 40 سنة فما فوق، وأن 3 إلى 5 بالمائة منهم يعانون منه، كما أنه قد يمس الأطفال الذين يشكون من التهاب اللوزتين ويزول بمجرد استئصالهما، ليضيف قائلا “إن الشخص الذي يشكو من مشكل الشخير وانقطاع النوم أثناءه يعاني من تفكّك نومه، وليس لديه القدرة على الدخول في مرحلة النوم العميق الذي يطلق عليه النوم المصلح أو المرمّم”. ويفسّر رئيس مصلحة الأمراض التنفسية بمستشفى بني مسوس أن للنوم العادي أربع مراحل، أولها الدخول في النوم والذي يدوم ما بين 15 و20 دقيقة، والثانية مرحلة النوم الخفيف، فيما تمثل الثالثة والرابعة مرحلتي النوم العميق المصحوب بأحلام، ليؤكد محدثنا أن بلوغ مرحلة الأحلام يعني أن الشخص نام نوما جيدا وصحيّا، علما أن كل فترة تدوم ساعة ونصف لتعاد العملية من جديد. أما في حالة الشخص الذي يعاني من الشخير وانقطاع في التنفس، فإن نومه يتوقف عند المرحلة الثانية فقط ولا يمر إلى النوم العميق الذي يعالج من التعب اليومي ويريح المخ، حيث يتعرض نومه لتقطع بسبب الشخير المصحوب بانقطاع في التنفس ما يعيق راحته، ليحس عند استيقاظه وكأنه لم ينم إطلاقا وبالتالي يمضي نومه في حالة نعاس متواصل، وهو ما يشكل خطرا على صحته وعلى الآخرين، خاصة إذا كان يمارس بعض الأعمال المحددة مثل سائق الحافلة أو القطار أو الطائرة أو الشاحنات. وبسبب مشكل انقطاع النوم يقضي قانون العديد من الدول وخاصة الأوروبية منها، بإجراء فحص “البوليغارافيا” بصفة إجبارية لأصحاب بعض المهن التي تدعى المهن ذات الخطورة منها مهنة السائقين وغيرها، وهو الفحص الذي يسمح بتشخيص الداء، ليتم بالتالي اتخاذ الإجراءات اللازمة معهم في حال ثبوت معاناتهم من الداء، علما أن للداء سلبيات على صحة الشخص ممثلة في عدم قيام الرئتين بعملهما في توصيل الأكسجين للدم، ما يحرم أعضاء أخرى منه مثل القلب والكبد، وهو ما يسبب نوبة الشرايين والقلب واحتشاء عضلة القلب، ما قد يؤدي للموت المفاجئ. مراقبة نوم الشخص تحدد إصابته عن كيفية معرفة ما إذا كان الشخص الذي يعاني من الشخير مصابا بداء انقطاع التنفس أم أن الأمر يتعلق بشخير عادي، أوضح البروفيسور دواغي، في حديثه ل”الخبر”، أن من يشكّون في إصابتهم “يتقدمون للفحص عندنا ويخضعون آليا لفحص تسجيل النوم الذي يتم ب«مخبر الشخير”، وهو أول مخبر من نوعه والوحيد على مستوى الوطن، تم فتحه وتجهيزه على مستوى مصلحة الأمراض التنفسية بمستشفى بني مسوس في 2006 واستقبل 1400 مريض 60 بالمائة منهم رجال”. وطالب محدثنا بتوفير مخابر لقياس النوم مماثلة على مستوى شرق، غرب وجنوب البلاد، حتى تكون التغطية شاملة والتكفل أكثر بمن يعانون من الداء، علما أن المخبر عبارة عن غرفة مختصة في تسجيل نوعية النوم مزودة بأربع آلات “نطلق عليها مركز مراقبة النوم” يقول دواغي، إلى جانب غرفتي نوم إحداهما للنساء وأخرى للرجال، ليتم استدعاء الشخص لإمضاء ليلة بالمستشفى بعد أن يكون قد خضع من قبل لفحص “البوليغارافيا” المصحوب بجلسة مع طبيب مختص، يجيب خلالها على عديد الأسئلة ذات العلاقة بمشكلة الشخير عنده، وخلال تلك الليلة يتم توصيله طيلة الليل بآلة تحصي وترصد عدد حالات انقطاع التنفس أثناء النوم، ليتم الاعتماد على نتائجها لتحديد إصابته بانقطاع التنفس أثناء النوم من عدمه. وأشار محدّثنا إلى أنه في حال تسجيل 15 انقطاعا للتنفس خلال ساعة واحدة أثناء تلك الليلة، يتوجب إخضاعه للعلاج المتمثل في اتباع خطوات تربية صحية بحتة مثل إنقاص الوزن، باعتبار أن السمنة أحد عوامل الإصابة، أما إذا بلغت الانقطاعات 30 في الساعة فيتوجب إخضاع المريض للآلة التي تساعد على تحرير مخارج التنفس عنده وترافقه أثناء نومه خلال بقية عمره، والتي يتراوح سعرها بين 10 و15 مليون سنتيم دون تعويضها من صندوق الضمان الاجتماعي، ما حال دون اقتنائها من قبل أغلبية المرضى، حيث إن 10 بالمائة فقط تمكنوا من ذلك. ورغم كون هذه الآلة هي العلاج الوحيد في هذه الحالة، يشير دواغي إلى أن 40 بالمائة من المرضى الذين اقتنوها يتخلون بعد سنة عنها، ما جعله يقترح عدم الاحتفاظ بها طيلة الليل خلال أيام الأسبوع، بل مدة 6 ساعات فقط على الأقل، ليسمح لهم بعدها بالتخلي عنها خلال نهاية الأسبوع.