قال علي بن فليس، رئيس حزب “طلائع الحريات”، قيد التأسيس، بأن الجزائر تواجه انسدادا سياسيا مكتمل الأركان، والجميع، حسبه، يشعر بمفعوله ويراقب تبعاته وتطوراته الخطيرة، مشيرا إلى أنه “لا يمكن لأحد أن يتنبأ بما ستؤول إليه هذه الأزمة وحجم تكاليفها الباهظة”، مضيفا بأن “النظام السياسي يحاول إقناع الرأي العام بتعهدات غير جادة، في ظل تزايد قضايا الفساد والرشوة ونهب المال العام”، على حد قوله. وأوضح بن فليس، لدى افتتاحه للمؤتمر الجهوي لحزبه بورڤلة، أمس، أن جنوب البلاد “أضحى يصنع الحدث وتربع موقعا مركزيا في الساحة الإعلامية الوطنية، وهو في صميم القلق والانشغال”، قائلا إن النظام السياسي “فضّل تبني سياسة النعامة ووضع رأسه في الرمال حتى لا يسمع طلبات العون وصرخات الاستنجاد”. ولدى تناوله ما أسماها بالأزمات التي يمر بها جنوب البلاد، قال: “أهلنا في الجنوب ليسوا بخير من حيث كونهم يعانون، وإنهم ليسوا بخير من التهميش والانتقاص لكونهم مهضومي الحقوق الاقتصادية، وإنهم يعيشون كغيرهم من المواطنين الأزمات تلو الأزمات، منها الصحة والتشغيل والسكن والتعليم”. وفي حديثه عن أزمة غرداية التي وصفها بمأساة الامة، قال إن “جرحها هو جرح جسد الأمة”، واصفا الدم الذي يسيل في غرداية ب«نزيف في جسد الأمة”، ليضيف: “إن هذه المأساة قد أظهرت ووضعت أمام العيان اختلالات وإخفاقات النظام السياسي القائم في بلادنا”. منتقدا النظام السياسي الذي “يظن أنه الواحد الأوحد القادر على الفرز بين ما هو نافع وما هو مضر بالمجموعة الوطنية. إن هذا النظام تنكّر للمواطنة واستخف بمقومات المواطنين الطبيعية والدستور وخرق حقوق الإنسان”. وتساءل بن فليس بشأن ملف الغاز الصخري: “هل استغلال الغاز الصخري أولوية حيوية بالنسبة للبلد؟ لماذا اتخذ قرار استغلال الغاز الصخري في هذه الآونة، ولماذا التهرب من حوار وطني حول مسألة الغاز الصخري، في حين إنها مفعمة بتوابع يمكن أن تكون وخيمة لا بالنسبة للمناطق المعنية فحسب بل بالنسبة للبلد برمته؟”.