تأسف رئيس ديوان الهلال الأحمر الجزائري، دماش مراد، من عدم وصول جزء هام من المساعدات الإنسانية التي تقدمها مختلف الهيئات الرسمية إلى العائلات الجزائرية التي تعيش حالات احتياج وفقر حادة وتستحقها فعليا، بينما تستفيد أخرى من الانتهازيين مرتين أو أكثر من جهات متعددة. ومن الأسباب التي أحدثت هذا الشرخ في هكذا مبادرات، تحدث دماش، في تصريح ل«الخبر” على هامش ندوة صحفية بسفارة سويسرا حول الهجرة غير الشرعية، عن وجود نقائص وخلل في التنسيق بين المؤسسات العاملة على هذا الشأن وكذا عدم ضبط قائمة موحّدة تخص المحتاجين الحقيقيين في الجزائر. ولا يعوّل الهلال الأحمر الجزائري كثيرا على القوائم التي ضبطتها مصالح المجالس الشعبية البلدية عبر مختلف ولايات الوطن لمنح مساعداته، سواء تعلقت بالسيولة والحوّالات البريدية أو كانت في شكل مواد غذائية، لافتقار تلك القوائم لمعايير وشروط صارمة للانضمام إليها والاكتفاء بشهادتي عدم الانتساب لصندوق الضمان الاجتماعي أو الصندوق الوطني لغير الأجراء، أي المهن والأنشطة الحرة المقننة. ونبّه المتحدث من أشخاص لا يمتهنون عملا قارا ولا يمارسون نشاطا مقننا مؤمنا اجتماعيا، غير أنهم مكتفون ذاتيا ويعملون ولديهم تجارة أو فلاحة، حتى وإن كانت غير مؤطرة قانونيا، لكنهم يزاحمون الفقراء الحقيقيين. واتخذ الهلال، بوصفه “الذراع الإنساني للدولة”، منهجيته الخاصة لتقصي العائلات التي تعيش تحت خط الفقر، من خلال تحقيقات اجتماعية تقوم بها مختلف فروع الهلال بالتنسيق مع لجان تابعة لوزارة الشؤون الدينية ووزارة التضامن، بالإضافة إلى الاستعانة بجمعيات المجتمع المدني في عمق الجزائر وعبر كل الولايات. وأثنى دماش على كوادر فرع الهلال بقسنطينة، باعتبارهم الأعلى نشاطا وإيصالا للمساعدات والإعانات المالية لأهلها، خاصة أن الإمكانيات محدودة، “ما يجعل نشاطنا يبحث عن فئة أفقر الفقراء”. وبشأن ترحيل رعايا من دول إفريقية موجودين بالجزائر في وضعية غير قانونية، أفاد محدثنا أن الهلال بادر بتصورات جديدة وحلول استجابت لها سويسرا، و«نراها ذات فاعلية لمساعدة هؤلاء اللاجئين على تأسيس حياة لائقة بدولهم”، مشيرا إلى أن الترحيل وحده لا يكفي ويؤدي إلى عودتهم من جديد. وعن سؤالنا حول تخلف بعض الأفارقة عن عملية الترحيل وبقائهم في الشارع بمعية أطفال صغار في ظروف قاهرة وغير صحية، رد الرجل الثاني في بيت الهلال أن للجزائريين علاقات مصاهرة مع مواطنين من دول إفريقية يقيمون بشكل قانوني، غير أنهم يأتون إلى المدن الكبرى بالشمال للتزود بمساعدات المحسنين أو للعمل. وفيما يخص حالة السوريين، قال دماش إن الكثير منهم استطاع الاندماج في المجتمع الجزائري وتطليق مخيمات اللاجئين في العديد من ولايات الوطن، بعدما انتشلهم أثرياء ومستثمرون من أبناء جلدتهم ووفروا لهم مناصب عمل قارة، وهو الأمر الذي يرتبط عضويا بمهام الإدارة والأمن ويخرج عن صلاحية الهلال ذي المهام الإنسانية البحتة.