يحضر الهلال الأحمر الجزائري لبطاقية وطنية للمعوزين عبر كامل مناطق الوطن لمعرفة الأشخاص الفقراء العاجزين عن العمل لتقديم مساعدات مادية ومالية لهم، قصد ضمان الشفافية في العمل التضامني الإنساني وتفادي تسجيل حالات تلاعب بهذه المساعدات التي قد توجه لغير أصحابها. كشفت سعيدة بن حبيلس رئيسة منظمة الهلال الأحمر الجزائري أن المنظمة بصدد إعداد بطاقية وطنية لإحصاء العائلات المعوزة والمعوقين والأرامل وغيرهم من الفئات الهشة العاجزة عن العمل عبر معظم ولايات الوطن خاصة الفقيرة منها بالمناطق النائية والصحراوية وغيرها. وأوضحت بن حبيلس لدى استضافتها بمنتدى جريدة »ديكا نيوز« بأن هذه البطاقية ستحصي الفئات المعوزة حقيقة لتسهيل مهمة الهلال الاحمر في توزيع المساعدات والتبرعات عليها، ولضمان شفافية في هذه العملية حتى لا تذهب المساعدات لغير أهلها قصد إعطاء مصداقية للعملية وتفادي التلاعب بهذه المساعدات التي تأكد في مرات عديدة أنها حولت واستفاد منها أشخاص آخرين وحرم الفقراء منها مثلما حدث مع قفة رمضان. وأضافت المتحدثة أن مصالحها انطلقت في إحصاء هذه الفئات المعوزة بالتنسيق مع فروعها على المستوى المحلي لإعداد هذه البطاقية التي ستجدد وتتغير باستمرار لان الفقراء قد لا يبقون فقراء طول حياتهم تقول المتحدثة التي قالت بان هذه المساعدات ستتوقف في حال حصول أصحابها على منصب عمل يضمن لهم تامين حاجياتهم. وذكرت المتحدثة بأن عملية الإحصاء الأولية التي باشرتها منذ شهر رمضان سمحت لها بتسجيل عدة عائلات تعاني من فقر شديد عبر 46 بلدية تصنف من أفقر البلديات على مستوى التراب الوطني. وفي هذا الصدد جددت بن حبيلس التذكير بمطلبها القاضي بتعويض قفة رمضان التي تضم مواد غذائية توزع على الفقراء خلال شهر رمضان بصكوك مالية تضم مبالغ محترمة تمكن هذه العائلات من قضاء شهر الصيام بكرامة عوض منحها مواد غذائية قد لا تستعملها. وأعلنت المتحدثة عن التحضير لمبادرة جديدة تحمل اسم »أصدقاء الهلال الأحمر الجزائري« يضم شخصيات من المجتمع المدني ورجال أعمال وغيرهم من الفئات الراغبة في تقديم مساعدات وإعانات للهلال الأحمر الجزائري لتوزيعها على الفقراء والمحتجين. وهي المناسبة التي ذكرت من خلالها بوجود اتفاقيتين للهلال الأحمر الجزائري مع كلا من الجمارك الجزائرية ووزارة التجارة تسمح بتقديم السلع والمواد الغذائية التي تحجزها هاتين الهيئتين للهلال الاحمر الجزائري قصد توزيعها على الفقراء والمساكين بمناطق حجزها. وفي معرض حديثها عن قيام الهلال الاحمر الجزائري بالعمل حاليا على تدعيم شبكاته المحلية لتحقيق ما اسمته ب »الأمن الإنساني« وتوسيع العمليات التضامنية، أكدت بن حبيلس أنه حان الوقت ليدخل الهلال الأحمر الجزائري ميدان التضامن الإنساني الإقليمي والدولي كغيره من المنظمات الإنسانية العالمية مثل الصليب الأحمر وغيره، وذلك بتمكينه من النشاط خارج حدوده الجغرافية قصد التمكن من مساعدة الجزائريين الموجودين في حالات صعبة بالخارج وغيرهم من الفئات التي هي بحاجة الى مساعدات إنسانية خاصة بالمناطق التي تعيش حروب وأوضاع غير مستقرة.وفي موضوع تعلق بالرعايا النيجريين الذين تم ترحيلهم إلى بلدهم مؤخرا بطلب من حكومتهم، فأفادت بن حبيلس أن هذا القرار جاء بعد أن تأكدت حكومة النيجر بأن رعاياها كانوا مستغلين من طرف شبكات نيجرية إجرامية كانت تستغل النساء والأطفال في التسول والتزوير وغير ذلك. حيث ذكرت بأنه تم ترحيل 1802 رعية في هذا الإطار كما تم وضع بعض أفراد هذه الشبكات الذين تم القبض عليهم رهن الحبس بعد أن اتضح استغلال هؤلاء النيجريين الذين دفعوا أموالا باهظة لنقلهم للجزائر لرؤساء هذه الشبكات. وأكدت أن نيجيريا طلبت أيضا من الجزائر مساعدتها للتكفل باللاجئين النيجريين من ضحايا جماعة »بوكوحرام« والمقدر عددهم بأكثر من ألف لاجئ، إذ سيقوم الهلال الأحمر الجزائري ابتداء من هذا الأسبوع بإرسال المساعدات لهم. وفي ردها عن سؤال تعلق باللاجئين الأفارقة والسوريين المتواجدين بالجزائر بعد الهروب من بلدانهم بسبب الحروب والذين باتوا يحترفون التسول بشوارع المدن الجزائرية، فأكدت السيدة بن حبيلس أن الحكومة الجزائرية بالتنسيق مع الهلال الأحمر الجزائري اتخذت كل الإجراءات للتكفل بهؤلاء الأجانب الماليين والسوريين وغيرهم لإيوائهم بمراكز إيواء مجهزة بكل اللوازم من فراش وغذاء ولباس وحتى العلاج، غير أن العديد من هؤلاء يفضلون البقاء في الشارع ولا يذهبون للمراكز إلا إذا أرادوا العلاج. مضيفة ان الهلال الأحمر نصب خيمات للمساعدة بكبرى محطات الحافلات التي تقصدها هذه الفئات للتسول وذلك قصد التكفل بهم.