ما هي القراءة التي يمكن الخروج بها من الاتفاق المبدئي بين طهران والدول الكبرى؟ إيران حاولت حتى النهاية فتح ثغرة فيما يتعلق بقضية الحظر على الأسلحة ذات الطابع الهجومي، إلا أن مجموعة الدول الست لا زالت تفرض الحظر، لكن في المقابل حققت الجمهورية الاسلامية الإيرانية جملة من المكاسب تتعلق برفع العقوبات الاقتصادية والمالية المفروضة من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عند بدء تطبيق الاتفاق، إلى جانب رفع الحظر والقيود المفروضة على التعاون الاقتصادي مع طهران في شتى المجالات، والإفراج عن ملايير الدولارات من أرصدة إيران المجمدة. وأعتقد أن الاتفاق سيؤثر إيجابا على الحروب الأهلية الحاصلة في المنطقة، لكن هذا لا يعني أن الأمور ستهدأ كليا أو تمحي داعش، ولا أن يكون هناك سلام في الشرق الأوسط، بل سيشهد العالم شدا وجذبا، لأن الاتفاق وإن كان يفتح صفحة استراتيجية في المنطقة، إلا أنه لا يمكن توقع تطور العلاقات الأمريكيةالإيرانية، فهناك أكثر من طرف متضرر من الاتفاق، والدول التي ضغطت سابقا حتى لا يوقع الاتفاق ستواصل الضغط من خلال محاولات تفسيره كل على طريقته، رغم أنه يحمل قدرا كبيرا من الوضوح التقني، إلا أن ذلك سيتم فيما يتعلق بالعودة إلى رزمة العقوبات التي تسلط على إيران في حال أخلت بالاتفاق. حسب رأيك، ما الذي تجنيه إيران من الاتفاق عدا رفع الحظر جزئيا في مرحلة أولى؟ إيران بأمس الحاجة إلى السيولة، وهو الدافع وراء توقيع الاتفاق، رغم الامتعاض الذي عبر عنه سابقا العديد من الإيرانيين، على غرار المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنائي. فبعد سنوات من الحصار الاقتصادي وتجميد الأرصدة، إيران بحاجة إلى التدفق لتعويض التأخر التكنولوجي التقني العسكري. ورغم أن إيران تمتلك أسلحة ثقيلة فإنها متأخرة جدا في مجال السلاح الجوي، ليس فقط عن جيوش العالم الأولى بل حتى عن الخليج، لكن الاتفاق وإن كان يحول دون أن تستفيد إيران من بناء ترسانة عسكرية قوية، فسيسمح لها بالتغلغل ورعاية المشاريع في الدول التي تتلاقى معها في وحدة المذهب والرؤى الأيديولوجية. كما أنها ستلعب أدوارا إقليمية في بعض البلدان، وفي مرحلة ما بعد الحرب اليمنية ستكرس نفوذها في العراق وتدمجها في منظومتها، وهو تحول كبير في المنطقة، وستفرض الانتشار الشيعي في المنطقة. كيف يمكن تفسير رد فعل إسرائيل التي اعتبرت أن إيران حصلت على صك لإنتاج السلاح النووي؟ لا شك أن إسرائيل ممتعضة من توقيع الاتفاق، لكنها تعلم أنها لم تخسر شيئا باحتكارها السلاح النووي في الشرق الأوسط، وإيران موجودة بين أكبر قوتين باكستان شرقها وإسرائيل غربها، وبذلك فإسرائيل متأكدة من عدم وجود التوازن الاستراتيجي، وستحاول الاستثمار في المخاوف المبالغ فيها الصادرة عن الغرب، لتستفيد من مزايا على خلفية الاتفاق، كأن تروج لمشروع نووي سري تعمل إيران عليه مثلا، فإسرائيل تسعى إلى حذف إيران، وتعتبر العرب هامشيين في اللعبة. لكن على الصعيد الاقتصادي، عرفت أسعار البترول تراجعا طفيفا متأثرة بالاتفاق. كرونولوجيا أوت 2003: ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تعرض التفاوض على طهران نوفمبر 2004: إيران توقع اتفاقا مع الثلاثية وتعلق تخصيب اليورانيوم جوان 2005: فوز نجاد بالانتخابات ليعلن عن مواصلة تخصيب اليورانيوم جانفي 2006: نجاد يرفع الحجز المفروض من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية مارس 2006: الوكالة تحيل الملف النووي الإيراني لمجلس الأمن أفريل 2006: نجاد يعلن التحاق بلاده بالدول النووية جويلية 2006: مجلس الأمن يصدر لائحة تهدد بالعقوبات ديسمبر 2006: مجلس الأمن يصدر أولى العقوبات مارس 2007: عقوبات إضافية سبتمبر 2013: بدء أولى الجلسات الحوار الإيراني مع الدول الكبرى أفريل 2015: التوقيع على اتفاق إطار جوان 2015: الشروع في مفاوضات دامت 17 يوما 14 جولية 2015: التوقيع النهائي على الاتفاق