أبلغت وزارة الشؤون الخارجية الرعايا الجزائريين في الخارج بضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة لانتهاء صلاحية جوازات السفر العادية بدءا من 28 أوت الجاري، حيث لن يكون مسموحا باستخدامه لدخول عدة دول خاصة الأوروبية. أكدت وزارة الخارجية، في برقية نشرتها المصالح الدبلوماسية والقنصليات الجزائرية في الخارج، أن الجواز العادي سينتهي العمل به في أغلب مطارات العالم والمعابر الحدودية نهاية الشهر الجاري، ولن يكون صالحا لاستعماله في الدخول إلى عدد من الدول وخاصة الأوروبية، وأكدت البرقية أن جواز السفر العادي سيبقى صالحا لدخول الجزائر، بعد هذا التاريخ. وسيفرض هذا الوضع على الآلاف من الرعايا الجزائريين الحاملين لهذا الجواز استبداله قبل هذا التاريخ، وهو ما شكل منذ فترة ضغطا إضافيا على مصالح الدوائر والهيئات المكلفة باستخراج جوازات السفر البيومترية، خاصة مع حداثة تجربة استخراج الوثائق البيومترية في الجزائر، والبطء الإداري المرافق لهذه العملية. وعبر عدد من الرعايا الجزائريين في تونس أن فترة شهر التي يستغرقها استخراج جواز السفر عبر المصالح القنصلية التي تضطر إلى إرسال الملفات إلى الجزائر في الحقيبة الدبلوماسية، قد تعقد من وضع بعضهم، خاصة المرتبطين بأعمال ومهن تضطرهم إلى السفر. وكان وزير الخارجية، رمطان لعمامرة، قد ناقش مع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس قضية انتهاء صلاحية جوازات السفر العادية في أوت الجاري، وطلب من السلطات الفرنسية أخذ بعين الاعتبار آلية إصدار جوازات السفر البيومترية في الجزائر، وفقا لما أعلنت عنه وزارة الخارجية في وقت سابق، لكن الأخيرة لم تعلن عن نتائج الطلب الجزائري، وما إذا الطرف الفرنسي قد أقر منح مهلة إضافية للرعايا الجزائريين، وسيكون الرعايا الجزائريون المقيمون في أوروبا أكثر من سيشملهم هذا الوضع، خاصة في حال أصرت فرنسا والدول الأوروبية على تنفيذ قرار عدم السماح باستخدام جوازات السفر العادية لدخول أراضيها أو السفر عبرها. ويأتي إلغاء العمل بجوازات السفر العادية وإلزام استخدام الجوازات البيومترية في إطار اتفاق دولي كان مقررا أن يبدأ العمل به في أفريل 2015، قبل أن يتم تأخيره بسبب صعوبات واجهتها بعض الدول النامية خاصة في إفريقيا في اقتناء تجهيزات استخراج الجوازات البيومترية، وتكفلت الأممالمتحدة بعدد من الدول الأشد فقرا، لتثبيت نظام استخراج الوثائق البيومترية، وتم اللجوء إلى إقرار استخدام الجوازات البيومترية، لأسباب أمنية وفي سياق مكافحة الإرهاب والجريمة ومراقبة تنقل الأفراد بشكل أكثر دقة، وللحد من تزايد عمليات تزوير الجوازات التي تستعملها عناصر المجموعات الإرهابية والمافيا وشبكات الجريمة في تنقلاتها في العالم. وبدأت الجزائر تطبيق هذا النظام منذ فيفري 2013، لكنها أخفقت مع ذلك في إعادة إصدار كل الجوازات السابقة بالصيغة البيومترية، خاصة مع تزايد تنقل الجزائريين إلى الخارج في السنوات الأخيرة.