أثار حفل فني شاركت فيه المغنية الفرنسية “فرانسواز أطلان”، كريمة محامي فرنسي يهودي من مواليد منطقة القبائل أثناء الحقبة الاستعمارية للجزائر، جدلا بعاصمة الزيانيين بعد أدائها لمقاطع باللغة العبرية في هذا الظرف الحساس الذي تمر به الأمة الإسلامية إزاء تدنيس القدس من قبل الكيان الصهيوني. حلّت المغنية الفرنسية المولودة سنة 1964 بفرنسا والمتخصّصة في الموسيقى العتيقة ذات الطابع العربي والأندلسي، بالمدينة بدعوة من الديوان الوطني للثقافة والإعلام، للمشاركة في حفل فني نظم نهاية الأسبوع بقصر الثقافة عبد الكريم دالي في تلمسان. وأدت مقاطع موسيقية أندلسية منفردة وبثنائية مع فنان أندلسي محلي، واستغلّت المطربة ذات الأصول اليهودية صعودها على الخشبة لأداء مقاطع غنائية باللغة العبرية، أداء مرّ دون أن يثير انتباه الجمهور الحاضر بالقاعة، باستثناء قلّة قليلة من مثقفين ومن موسيقيين من عناصر الجوق التلمساني الذي رافق المغنية، تفطنوا لأدائها مقاطع غنائية باللغة العبرية، وهي اللغة التاريخية والرسمية لليهود ولكيانهم الصهيوني المغتصب للأراضي العربية في فلسطينالمحتلة. وتساءل بعض ممن حضر الحفل عن سرّ الغناء باللغة العبرية، واستاءوا من تصرف المغنية الفرنسية، أمام جمهور تلمساني جاء ليتذوق الفن الأندلسي، في حين قال أحد أساتذة الموسيقى الأندلسية بالمدينة ل«لخبر”، إن التاريخ يحفظ لليهود حقّهم في تعليم وتدريس الموسيقى الأندلسية نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر في تلمسان، وبعض المدن الجزائرية مثل قسنطينة ووهران وبجاية، ولا مانع من ترديد مقاطع غنائية بلغة أناس كان لهم دور تاريخي فني وثقافي في المدينة، في مرحلة معيّنة.. الحادثة التي وقعت بحضور مدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام، لخضر بن تركي، الذي رافق المغنية الفرنسية في جولتها لبعض الولايات. وإن مرّت دون ضجيج بأروقة قصر الثقافة، إلا أنها خلّفت عديد الأسئلة حول أهداف بعض الفنانين الذين تتم دعوتهم من طرف مصالح وزارة الثقافة للغناء في الجزائر.