فرضت قوات الاحتلال، منذ الليلة الماضية، حصارا عسكريا على البلدة القديمة في القدس والمسجد الأقصى المبارك، ومنعت المواطنين من الدخول إليه، مقابل اقتحامات جديدة نفذها مستوطنون، عشية الاحتفالات اليهودية بعيد “الغفران”، وأدى عشرات الشبان المقدسيين الصلاة في شوارع وطرقات البلدة القديمة، بعد منع قوات الاحتلال دخولهم إلى الأقصى، ووضعت متاريس حديدية على مقربة من بواباته، لمنع دخول المواطنين، وسط حالة من التوتر الشديد. أوضح مقدسيون ل”الخبر” بأن إجراءات الاحتلال تضمنت نشر مئات إضافية من عناصر جنودها وحرس حدودها في الشوارع والطرقات داخل وخارج القدس القديمة، وعلى بوابات البلدة القديمة والأقصى المبارك. وبين المرابط محمد عبدربه، ل«الخبر”، أن شرطة الاحتلال سيرت دوريات راجلة ومحمولة وخيالة في الشوارع المتاخمة لأسوار القدس التاريخية، وتحليق طائرة مروحية ومنطاد استخباري في سماء القدس. وأغلقت القوات العديد من الشوارع والطرقات الرئيسية، للسماح فقط لحافلات نقل المستوطنين بالوصول إلى المنطقة، والذين تدفقوا طوال ساعات الليل على ساحة حائط البراق لإقامة طقوس وشعائر خاصة بعيد “الغفران” ونصبت حواجزها عسكرية والشرطية في محيط القدس القديمة وعلى أبواب الأقصى. وشوهدت أعداد كبيرة من المستوطنين تنتظر أمام باب المغاربة، ونفذت صلوات تلمودية عند مدخل جسر المغاربة، خلال استعدادهم لاقتحام الأقصى، لإحياء ما يسمى “آخر أيام التوبة” داخل الأقصى. وألقت إجراءات الاحتلال بظلالها على المدينة المقدسة والمواطنين الذين يستعدون هذه الأيام للتسوق من أسواق القدس التاريخية، استعدادا لعيد الأضحى المبارك، واضطر الآلاف منهم إلى التوجه إلى مدن فلسطينية أخرى، لشراء احتياجاتهم من أسواقها. ومنذ أمس يتوقع الإعلام العبري وصول عشرات آلاف اليهود والمسلمين إلى حائط البراق والأقصى في يوم الغفران وعيد الأضحى، مشيرة للتعزيزات التي ستقوم بها قوات الاحتلال في القدس بدءا من اليوم. وكتبت صحيفة “هآرتس” العبرية أنه سيتم نشر الآلاف من قوات شرطة الاحتلال في أنحاء المدينة للحفاظ على النظام العام وأمن المصلين، كما قرر وزير الأمن موشيه يعلون فرض الإغلاق على الضفة والقطاع، ابتداء من ظهرا أمس الثلاثاء، وحتى منتصف ليلة اليوم الأربعاء إلى الخميس في “يوم الغفران”. وقال رضوان عمرو، رئيس قسم المخطوطات والتراث بالمسجد الأقصى: “إن نحو 180 مستوطن متطرف اقتحموا، منذ صباح أمس، المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة، ونظموا جولة في مناطق مختلفة من باحاته، واستمعوا لشروحات عن بناء “الهيكل” المزعوم”. وأضاف: “اعتقلت قوات الاحتلال مسؤول العلاقات العامة والإعلام في دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، فراس الدبس، من الأقصى، وتم تحويله إلى مركز “القشلة” للتحقيق، كما اعتقلت شابين واقتادتهما إلى المخفر القريب من الباب. وتأتي هذه الإجراءات وسط محاولات حثيثة لسلطات الاحتلال للتضييق على المقدسيين والمصلين في الأقصى، في مقابل تأمين اقتحام المستوطنين المتطرفين داخل باحاته. وفي السياق، قررت سلطات الاحتلال إغلاق معبر كرم أبو سالم جنوب شرقي القطاع أمام حركة إدخال البضائع والمساعدات إلى القطاع لمدة أسبوع، واعتبارا من صباح أمس، وذلك بحجة الإجازات والأعياد اليهودية. وقال رئيس الهيئة العامة للمعابر والحدود في السلطة الفلسطينية، نظمي مهنا، في تصريح صحفي وصل “الخبر” نسخة منه، “إن سلطات الاحتلال أغلقت كرم أبو سالم اعتبارا من صباح أمس وحتى صباح الثلاثاء القادم بسبب الأعياد والإجازات الإسرائيلية”.