مشاهد وصور ولقطات خالدة في الذاكرة الجزائرية، عبرت من شاشة الفن السابع إلى قلوب الملايين الذين حفظوا المشهد “عن ظهر قلب”، حتى باتت حديث المواقف في حياتهم اليومية. ومن أبرز الشخصيات الجزائرية الذين انتقل أداؤهم السينمائي عبر الأجيال، الفنان الراحل سيد على كويرات، عثمان عريوات، المبدع الراحل رويشد وغيرهم. وفي هذه الورقة، نحاول تسليط الضوء على خمسة من المشاهد التي تبقى من بين أبرز المشاهد في تاريخ السينما الجزائرية. 1- “راييحن لعرس يما لكبيرة مع عمر الشريف”، قالها الفنان القدير أرزقي رابح مخاطبا رجل الدرك في مشهد من فيلم “الطاكسي المخفي”، الذي يعتبر من روائع الكوميديا الجزائرية، صنعت من واقع جزائري وبلهجة جزائرية خالصة. هذا الفيلم الذي قدمه المخرج بن عمر بختي، إنتاج عام 1989، صورت أغلب مشاهده في مدينة بوسعادة، وشارك في بطولته الفنان عثمان عريوات، وردية وفارس ويحيى بن مبروك، يعتبر في مقدمة الأفلام الجزائرية التي قدمت عبارات خالدة في الذاكرة، ليس عبارة “عرس يما الكبيرة مع عمر الشريف” فقط بل جمل أخرى خالدة “مثل “رانا في لاريزونا” وغيرها. 2- “علي موت واقف”. يتجاوز صدى هذه العبارة حدود الذاكرة، فقد أصبحت رمزا للشهامة والرجولة في الجزائر، ولطالما تمت تحية الممثل الراحل سيد علي كويرات بهذه الجملة التاريخية التي قيلت له وهو يستعد للاستشهاد برصاص العدو الفرنسي أمام أعين عائلته وأفراد القرية، في الفيلم العالمي “الأفيون والعصا”، أو كما يطلق عليه البعض اسم فيلم “علي موت واقف”. الفيلم للمخرج أحمد راشدي من إنتاج عام 1969، عرض قصة قرية جزائرية في جميع مظاهرها أثناء المقاومة، وهو يعتبر من أهم الأفلام الجزائرية الثورية. 3- “ياو عليكم الڤالمة”. تعتبر هذه الجملة الثورية التي ارتبطت بفيلم “دورية نحو الشرق”، للمخرج الراحل عمار العسكري، قوية جدا، فقد لا يتذكر الكثيرون عنوان الفيلم الجزائري “دورية نحو الشرق” الذي أنتج عام 1971 من طرف الديوان الوطني للصناعة السينماتوغرافية، لكنهم يحفظون الجملة، وقد شارك في بطولة الفيلم الممثل حسان بن زيراري، عنتر هلال، إبراهيم حجاج، ولكن لا أحد من الجزائريين اليوم لا يعرف هذه العبارة “ياو عليكم الڤالمة” التي قدمها العسكري في مشهد قوي، يعتبر أكبر دليل على أن الثورة الجزائرية صنعها شعب بسيط من الجزائر العميقة، كما يوحي مشهد الرجل الذي يصرخ من أعلى الجبل “ياو عليكم الڤالمة” لتحذير أهالي القرية من اقتراب موعد الهجوم.
تابعونا على صفحة "الخبر" في "غوغل+"
4- “سوڤ أمك اللي يحل في الليل”. روعة وجمال السينما الجزائرية عندما يلتقي الفنان عثمان عريوات مع فتيحة بربار، في منزل واحد، يحكي كل واحد منهما العائلة الجزائرية، ويبدعان في تقمص الواقع الجزائري في مشهد خالد بلا منازع في الذاكرة. عمر المشهد اليوم الذي جمع عريوات بالنجمة فتيحة بربار في شرفة المنزل ينظرون عودة ابنيهما، حوالي 30 عاما، ولا يزال محفورا في الذاكرة بفضل الرؤية الإخراجية التي أبدع فيها المخرج عمار تريباش. 5- “راجلك ولا مجاهد.. الفينڤا”. من أشهر الكلمات التي أطلقها رويشد في مشهد يمتزج بين الفكاهة والسخرية، ويسلط الضوء على مدى وحشية المستعمر، حيث كان يحاول إخبار زوجته زكية بأن الثوار اختاروه ليكون معهم، بعد أن استعانوا بداره كمخبأ للأسلحة، هكذا بدت ملامح الفنان الراحل رويشد في هذا المشهد الذي أخرجه العالمي لخضر حامينا عام 1968.