يجمع كل من تابع الفوز العريض الذي حققه المنتخب الوطني أمام نظيره التنزاني، أول أمس، في ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، في إياب الدور التصفوي الثاني لمونديال روسيا 2018، على أن الطريقة التي اعتمد عليها الناخب الوطني، كريستيان غوركوف، تشبه “إلى حد كبير” الطريقة التي كان يعتمد عليها البوسني وحيد حاليلوزيتش (4/2/3/1). التقني الفرنسي الذي لطالما كان يدافع عن اختياراته ويؤكد أن كارل مجاني لاعب محوري وليس لاعب وسط استرجاعي، تراجع هذه المرة عن تصريحاته واضطر لإقحام مجاني في وسط الميدان، بينما اعتمد على مدافع نادي الإفريقي هشام بلقروي في المحور رفقة عيسى ماندي. ونظرا للصعوبات والهفوات الكبيرة التي ارتكبها المنتخب الوطني في لقاء الذهاب في تنزانيا، اضطر المدرب غوركوف إلى مراجعة حساباته وتعزيز الدفاع لإيقاف تحركات هجوم التنزانيين بقيادة ساماتا، ما جعل الطريقة التي تبناها في مباراة العودة تذكّرنا بالخطة التي كان يعتمد عليها التقني البوسني وحيد حاليلوزيتش، خاصة في مونديال البرازيل عندما كان يتبنى خطة (4/2/3/1) مع أنه في المرحلة الأولى اعتمد المشرف الأول على العارضة الفنية ل”الخضر” على (4/1/4/1) أي بأربعة مدافعين مع تقديم مجاني في دور الاسترجاع قرب المدافعين، بينما الرباعي مسلوب وبراهيمي وبن طالب وكذا محرز كانوا يدافعون ويهاجمون في الوقت نفسه، بينما بقى سليماني في منصبه كقلب هجوم. لكن مع تقدم رفقاء سليماني في النتيجة صارت في بعض فترات اللقاء التشكيلة الوطنية تلعب ب(4/3/3) وتهاجم بأكبر عدد من اللاعبين. ولكن التقني الفرنسي غوركوف رفض خلال الندوة الصحفية التي نشطها عقب نهاية مباراة العودة الاعتراف بتخليه عن (4/4/2) ووصف تغييراته بالاضطرارية عندما قال “اعترضتنا عدة صعوبات في مواجهة الذهاب في دار السلام، حيث كان خط الوسط هشا جدا، ما ساعد التنزانيين على بناء اللعب وتكثيف حملاتهم الهجومية، ولهذا كان لا بد عليّ من إيجاد لاعبين في الاسترجاع أكثر جاهزية وقادرين على استرجاع الكرات وكبح هجوم المنافس، ما جعلني استنجد بالمدافع مجاني لتأدية هذا الدور رفقة بن طالب”، مشيرا في حديثه إلى أنّه حافظ على طريقة الدفاع في المنطقة وكيفية التمركز في الميدان “لقد وجدت الحلول بلاعبين أكثر جاهزية”. وأشاد غوركوف في حديثه عن مباراة العودة بالدور الذي قدمه كافة اللاعبين، خاصا بالذكر الإضافة التي قدمها ياسين براهيمي قائلا “المنتخب ببراهيمي وفغولي وغلام ليس كما يكون عليه الحال دونهم”، مشيرا إلى تأثر المنتخب الوطني بغياب أبرز الركائز في لقاء الذهاب في دار السلام، ناهيك عن عامل المناخ والأرضية السيئة. ولعل الفوز العريض والمقنع الذي حققه رفقاء سليماني على حساب منتخب تنزانيا، والذي مكنهم من بلوغ الدور التصفوي الحاسم من مونديال روسيا 2018، سيعزّز موقع التقني الفرنسي كريستيان غوركوف، بعدما كان قبل أقل من أسبوع مهدّدا بالرحيل، وهو ما جعله ينفي في تصريحاته في الندوة الصحفية خبر نيته في تقديم الاستقالة، لكنه كشف في الوقت نفسه أنه سيجتمع برئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، محمد روراوة، للحديث عن مستقبله مع “الخضر”، وكأن غوركوف يريد أن ينهي الجدل القائم حول مستقبله مع رئيس “الفاف” ويكسب تأييده إذا ما أراد فعلا بقاءه مع ضمانات أكبر، لاسيما وأن الإعلام المحلي وحتى الفرنسي تحدث عن اتفاق مبدئي بين روراوة ومواطنه هيرفي رونار. يحدث هذا في الوقت الذي يحظى فيه المدرب السابق لنادي لوريون الفرنسي بتعاطف كبير من طرف لاعبيه الذين يريدون بقاءه على رأس العارضة الفنية ل”الخضر”.