وصفت وزيرة التربية، المتقاعدين الرافضين إخلاء السكنات الوظيفية، ب”الكاذبين” الذين يقدّمون معلومات مغلوطة للتحايل على الوزارة، واتهمتهم صراحة بإنتاج العنف في القطاع، كونهم يستحوذون على شقق، غيرهم في أمسّ الحاجة إليها، وقالت من جهة أخرى بأن ثماني نقابات ستوقّع على ميثاق أخلاقيات المهنة الأحد المقبل، وأن نجاح المسعى غير مرهون بعدد التنظيمات المنخرطة فيه. أعلنت وزيرة التربية نورية بن غبريت، خلال استضافتها أمس في حصة “ضيف الأولى” التي تبثها القناة الإذاعية الأولى، بأن ثماني نقابات تمثل أغلبية عمال القطاع، ستوقّع الأحد المقبل على النسخة المعدّلة لميثاق أخلاقيات المهنة، في انتظار التحاق النقابتين المتبقيتين. ويتعلق الأمر بكل من “الكناباست” الذي وقّع على بيان حسن النية سابقا، وكذا “الكلا” الذي رفض الانخراط في هذا المسعى منذ البداية. وحسب الوزيرة، فإن نجاح مسعى الميثاق غير مرهون بتوقيع جميع النقابات، ما دام الباب مفتوح لالتحاق التنظيمين المتبقيين. وقالت بن غبريت إنه رغم تحسّن كل المؤشرات في السنوات العشر الأخيرة في الميدان، إلا أن لا أحد في القطاع، حسبها، راض بالنتائج المحققة، بسبب غياب التنسيق بين أطراف الجماعة التربوية. واتهمت المسؤولة الأولى عن القطاع، النقابات بتحويل الإضراب إلى هدف في حد ذاته نظرا للإفراط في اللجوء إليه، مما جعلها تشدّد على أن المطلب الأساسي هو حل المشاكل بشكل ودّي وتحاشي اللجوء في كل مرة إلى شل القطاع بشكل زرع القلق والتوتر في أوساط التلاميذ والأولياء، داعية إلى تغليب مصلحة التلميذ “فالإضراب حق دستوري لكن لا ينبغي التعسف في استعماله..”. وفيما يتعلق بملف السكنات الوظيفية، وصفت بن غبريت رفض المتقاعدين إخلاءها ب“الانزلاق الخطير”، ووصفت معظمهم ب”الكاذبين” الذين كشفت ملفاتهم بعد عمليات تحقيق معمّقة مع المصالح المختصة في جميع الولايات، بأنهم يملكون سكنات أخرى، لكنهم يرفضون إخلاء هذه الشقق بحجة عدم امتلاكهم أي مكان يأوي عائلاتهم. وغالبا ما يتسبب هؤلاء في العنف بالنظر إلى الحاجيات المسجلة “فمن غير المعقول أن يقطع أستاذ أو مدير مدرسة مسافة 100 كلم للالتحاق بمقر عمله ويحرم من سكن وظيفي يشغله متقاعد خارج الخدمة..”. وبخصوص الفيديو الذي انتشر مؤخرا عبر مواقع التواصل الاجتماعي ويظهر تلاميذ بوجبات باردة، شددت الوزيرة، على أنه لن يتم أبدا السكوت عن مثل هذه “الفضائح” وإن كانت قد اعترفت بوجود نقائص في التغذية المدرسية، بسبب انعدام المطاعم في عدد من المؤسسات التربوية عبر الولايات، إلا أنها كشفت عن تعليمات وجّهت إلى مديريها الولائيين للتنسيق مع السلطات المحلية، وكذا بين مؤسسة تربوية وأخرى لتقديم وجبات ساخنة للتلاميذ في انتظار معالجة المشكل جذريا.