أعلن المدير العام لبريد الجزائر، عبد الناصر سايح، بأن مؤسسته تمكنت من تدارك العجز الذي كانت تعانيه، بفائض في الأرباح العام الماضي، ما يفسر إقرار زيادات بحوالي 5 آلاف دينار في رواتب أكثر من 25 ألف عامل في القطاع. وأشار بالمقابل إلى أن مشكل نقص السيولة المالية على مستوى مكاتب البريد، لم يعد مطروحا، بعد أن تم تسجيل استقرار في معدل السحب للمواطن الجزائري الواحد بقيمة 30 ألف دينار يوميا. وجّه المدير العام لمؤسسة بريد الجزائر، تطمينات إلى زبائن هذه المؤسسة، أكد من خلالها بأن ”عهد” نقص السيولة المالية والطوابير الطويلة على مستوى مختلف مكاتب البريد على مستوى الوطن، قد ”انتهى وفات”. وأعلن في تصريح ل ”الخبر”، بأن المخطط الجديد الذي تم اعتماده مكّن بريد الجزائر من استعادة استقراره المالي، بعد العجز الذي عاناه السنوات الماضية. وقال عبد الناصر سايح، على هامش افتتاحه للقاء الفروع الجهوية لمنطقة الوسط، لنقابة المؤسسة، إن بريد الجزائر سجّل اضطرابات على مستوى بعض مكاتب البريد في مناطق داخلية من الوطن، غير أن المصالح المعنية تحركت في الوقت المناسب، حسبه، لمعالجة هذه الاختلالات والقضاء عليها في وقت قياسي. وبحسب المتحدث نفسه، فإن الحكومة اتخذت جميع الاحتياطات لتكون مؤسسة بريد الجزائر في منأى عن الأزمة المالية التي تشهدها البلاد، وكانت وراء إقرار سياسة تقشف وترشيد النفقات، وهو أمر لم يكن له التأثير الكبير على المؤسسة، يضيف سايح، باعتبارها تقدم خدمة عمومية وتجارية لزبائنها. وكشف المدير العام لمؤسسة بريد الجزائر، عن شراكة حقيقية مع نقابة المؤسسة التي تمثل أكثر من 25 ألف موظف موزعين على مختلف أنحاء الوطن، وقال إن كل المشاكل التي تواجه هؤلاء سيتم مناقشتها والتكفل بها، في إطار الحوار الذي ستباشره المديرية العامة مع النقابة التي تم انتخابها يوم 7 ديسمبر الماضي. وهو ما أكده الأمين العام للنقابة المنضوية تحت لواء المركزية النقابية، غانم حافظ، الذي قال إن تنظيمه يرغب في بناء شراكة حقيقية مع الإدارة بعيدا عن جميع أشكال ”التوتر” التي من شأنها أن تعطل الحوار وترهن مصالح العمال، مشيرا إلى أن اللجنة التنفيذية للنقابة ستعقد جلسة عمل يوم 18 جانفي الجاري، لانتخاب المكتب الوطني، بشكل يسمح لأعضائه بتمثيل العمال من مختلف الأسلاك والأصناف، وعرض لائحة مطالبهم على الإدارة. وشدد محدثنا على أن المركزية النقابية هي الممثل الوحيد والشرعي لعمال بريد الجزائر، وقال إن المصالح المعنية لم تتلق لحد الآن أي طلب أو تمنح أي وصل لتنظيم حر ”يعتقد أنه خرج إلى النور مؤخرا، مثلما اشارت إليه بعض الأوساط وقال غانم إن نقابته وبعد الانتهاء من تنصيب هياكلها، ستعمل على تحقيق مطالب العمال ”الشرعية”، من خلال التحاور والتشاور مع الإدارة مشيرا في هذا الإطار إلى أن رواتب موظفي القطاع الذين يتجاوز عددهم 25 ألف عامل ستعرف خلال الأيام القليلة المقبلة، زيادات تتراوح بين 4 آلاف و5 ألاف دينار، بعد إقرار منحة المردودية الفردية والجماعية التي لم تكن مطبقة من قبل.