طالب عمال بريد الجزائر من وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، موسى بن حمادي، بفتح الحوار مع الأشخاص الذين منحوه لائحة المطالب، وليس مع النقابة الحالية التي أضحت غير تمثيلية، حسبهم. أوضح المنسق الولائي لنقابة الاتحاد العام للعمال الجزائريين لولاية بجاية ببريد الجزائر، السيد عمر يونسي، أن الذين منحوا لائحة المطالب للوزير موسى بن حمادي هم من يجب التحاور معهم، وليس مع هياكل نقابية بعيدة عن العمال وعن انشغالاتهم، لأن المسيطرين عليها هم من اتصالات الجزائر. وأوضح ذات المتحدث أنه يجب رفع الضبابية عن التمثيل النقابي لعمال بريد الجزائر الذين يعانون منذ زمن طويل، بسبب غياب نقابة خاصة بهم بعد بقاء نفس نقابة الاتحاد لاتصالات وبريد الجزائر بالرغم من انقسام القطاع، حيث قال: ''هي نقابة بعيدة عن العمال، وإلا كيف نعتبر أنه بعض مرور 8 سنوات، بقيت مشاكل العمال تراوح مكانها، وبقينا نتكلم عن التصنيف والتنقيط والعلاوات. من غير الممكن السير في نفس الاتجاه والبقاء على نفس الوضع''. من جهته، أكد السيد دوفي عز الدين، المنسق النقابي لولاية البويرة، أن على وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال الإسراع في مباشرة الحوار مع الممثلين الحقيقيين لعمال بريد الجزائر، مشيرا إلى أنه كان يجب فتح الحوار سنة 2003 خاصة من خلال توضيح مهام وتعريف البريد هل ''هو مؤسسة وظيف عمومي أو مؤسسة تجارية بحتة تنطبق عليها قوانين السوق، لأن وضع مكتب بريد لكل 7 آلاف مواطن خيار سياسي وليس تجاريا''. مشيرا إلى ضرورة توضيح حجم تدخل الدولة للقضاء على الاختلالات المالية للبريد، الناتجة عن الازدواجية في الوضع ''والإقرار بعقد خدمات عمومية، كما هو معمول به في الدول التي انتهجت نفس الإصلاحات، لأنه لا يجب توزيع الأوهام على العمال، فهم يفهمون أن المؤسسة التي لم تتمكن من دفع منحهم السنوية، لن تتمكن دون تدخل السلطات العمومية من توفير وتحسين الظروف الاجتماعية''. مانحا مثالا بمنح المردودية التي منحت مؤخرا منقوصة من 9 آلاف دينار بسبب غياب الإمكانيات المالية، حسب ما أكدته إدارة بريد الجزائر، ما يحتم تدخل السلطات العمومية لمنح العمال حقوقهم. كما جدّد ممثلو عمال بريد الجزائر مطالبة الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي السعيد، بعقد الجمعية العامة لتشكيل نقابة مستقلة لبريد الجزائر، ليتمكن عمال البريد من التعبير عن انشغالاتهم بطريقة قانونية، وهذا قبل ''أن يتم تنصيب لجنة للتفاوض، وهي لا تعرف حقيقة مكاتب البريد، ومن النقابة التي منحت موافقتها لحرمان العمال من 6 سنوات كاملة من منحة الإقامة باتفاق مع الإدارة''. وإن ثمّنوا المبادرة التي قام بها موسى بن حمادي من خلال مطالبته المدير العام لبريد الجزائر، عمر زرارقة، بالتكفل بمشاكل العمال بعدما تلقى لائحة من المطالب، إلا أن ممثلي عمال البريد أكدوا أن تواجد نقابة خاصة بهم سيحل الكثير من المشاكل التي لا تتطلب تدخل الوزير ويتحول إلى رئيس نقابة العمال.